تمكّنت عناصر الدرك الملكي بسرية قلعة السراغنة، مساء أمس الخميس، من تحرير 19 شخصاً من مرضى عقليين ومدمنين كانوا محتجزين داخل ضيعة فلاحية قرب دوار الطواهرة لقصور، بالنفوذ الترابي لجماعة الشعراء بدائرة العطاوية. وجاء هذا التحرّك عقب تحقيقات مكثفة أجرتها مصالح الدرك الملكي، أثمرت عن مداهمة الضيعة وتحرير المحتجزين.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن هؤلاء الأفراد كانوا يعيشون في ظروف مزرية للغاية، حيث تم استغلالهم في أعمال شاقة داخل الضيعة، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. وأفادت مصادر محلية بأن القائمين على الضيعة كانوا يتلقون مبالغ مالية من أسر المرضى مقابل “رعايتهم”، في حين تم توظيف هذه الأموال في استغلالهم عوض تحسين ظروفهم المعيشية.
وقد أحالت مصالح الدرك الملكي المسؤولين عن هذه الأفعال غير القانونية على التحقيق، في انتظار تقديمهم للعدالة. وأثار هذا الحادث موجة غضب واستياء واسع في الأوساط المجتمعية والحقوقية، حيث طالب نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان بفتح تحقيق شامل ومعاقبة المتورطين بأشد العقوبات، مؤكدين على ضرورة تكثيف الرقابة على المؤسسات والأماكن التي تقدّم خدمات الرعاية النفسية والعقلية، تفادياً لتكرار مثل هذه الانتهاكات.