رئيسة جماعة أكوراي بالحاجب ..الريادة في التسيير والتدبير


تلعب الجماعات الترابية كما هو معلوم، دورا حيويا في التنمية المحلية وتحسين جودة الحياة للمواطنين وخدمات القرب، التي يعتمد إنجازها على العديد من العوامل مثل القدرة الإدارية والتخطيط الجيد، والتمويل المستدام، والبحث عن استثمارات تشمل شركات فعالة. كل هذه العوامل، دفعت رفاق الجلجال بصفتها رئيسة جماعة أكوراي بإقليم الحاجب، تبني سياسة متزنة وهادفة تتوخى من خلالها النهوض بهذه الجماعة وجعلها في مستوى تطلعات الساكنة المحلية.
انتخاب رفاق الجلجال على رأس مجلس جماعة أكوراي تحت رمز “الميزان” في انتخابات2021،تم بعد تمكنها من هزم منافسها عن حزب العدالة والتنمية. هذا الفوز الذي لم يأت عن طريق الصدفة، وإنما جاء بعد قناعة وميول كبير لطرح حزب الاستقلال كأحد أعرق الهيئات الحزبية في المشهد السياسي الوطني، وانخراط رفاق في صفوفه، ما مكنها من الظفر برئاسة مجلس أكوراي عن جدارة واستحقاق.
وأكدت رفاق في تصرح إعلامي قولها،”إن انخراطي في العمل الحزبي والسياسي في صفوف حزب الاستقلال تم بقناعتي المبدئية وبتشجيع من مجموعة من المناضلات والمناضلين المنتمين لهذا الحزب العتيد الذي له باع طويل في ساحة الكفاح والنضال الوطني”.كما أن التكوين الأكاديمي للمسؤولة الجماعية رفاق، الحاصلة على دبلوم في المحاسبة، ساعدها على الإلمام بكل تفاصيل العمل الحزبي وبمبادئ القوانين الدستورية والإدارية والمالية والجنائية، فضلا عن اهتماماتها بالعمل الحزبي لم يثنيها عن خوض غمار العمل الجمعوي. حيث شاركت في مجموعة من اللقاءات الجمعوية داخل المغرب وخارجه حول المقاربة التشاركية وهندسة المشاريع فضلا عن تدبير النزاعات والتسيير الإداري والمالي للجمعيات وتقنيات التواصل مع القيادة النسائية،ما مكنها من مراكمة قدرات وكفاءات علمية وثقافية في منطقة معروفة بطابعها المحافظ وتقاليدها الأمازيغية العريقة.
وتتطلع رفاق إلى المساهمة في التنمية المجالية المستدامة بجماعة أكوراي التي تدير شؤونها ،خاصة في أوساط النساء القرويات بهدف تحقيق استقلاليتهن عبر إنشاء مشاريع وأنشطة مدرة للدخل، مبرزة أن المرأة القروية بشكل عام، لديها القدرة على تقلد المناصب القيادية والريادية إلى جانب الرجل إذا ما أتيحت لها الفرصة.ولتحقيق هذه الغاية تقول رفاق “يتعين على الأحزاب السياسية، العمل على تحفيز المرأة القروية بشكل خاص لولوج العمل السياسي من بابه الواسع، وذلك من خلال لقاءات ودورات تكوينية في هذا المجال”.
فمشاركة المرأة في المجال السياسي بإقليم الحاجب (بوابة الأطلس المتوسط) على غرار باقي مدن وأقاليم المملكة، حسب الرئيسة رفاق، تظل ضعيفة جدا لعدة اعتبارات أولها، العقلية الذكورية الغالبة بالمجتمعات المحافظة التي تحول دون وصول المرأة بشكل عام وخاصة المرأة القروية إلى مناصب المسؤولية واتخاذ القرار، إضافة إلى نظرة المجتمع المحلي والنساء لأنفسهن على أنهن أقل كفاءة من الرجال وأنه ليست لهن القدرة على تحمل المسؤولية في مجال التسيير والتدبير الجماعي.
ومن بين الإنجازات التي حققتها الرئيسة الحالية لمجلس جماعة أكوراي رفاق الجلجال بتظافر الجهود مع باقي أعضاء المجلس وبمساعدة عامل إقليم الحاجب الزهر زين العابدين الذي يولي أهمية بالغة للتنمية المحلية والعنصر البشري من خلال مساهمته عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فضلا عن مساهمة كل من رئيس جهة مكناس فاس عبد الواحد الأنصاري، ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة الحاجب على الدعم المادي المقدم من طرفهم للنهوض بجماعة أكوراي .ومن بين أهم ما تحقق وما سيتحقق قريبا نذكر،فيما يخص البنية التحتية وتطوير وصيانة المسالك الطرقية، قامت الجماعة بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس بإحياء مشروع الربط بين الأحياء داخل المدينة لتسهيل التنقل بين هذه الأخيرة. كما برمج مجلس الجماعة مشروعين في إطار البرنامج المندمج من خلال طلب العروض رقم 01/2024 و 02/2024 المتعلقين بأشغال تهيئة الطرق والتطهير السائل بكل من حي المسيرة وحي الدوم وتجزئة حي لحسن وحي مبروكة وحي ظهر الجمال وحي احميميد بكلفة مالية إجمالية تقدر ب 6.722.348.40 درهم.
أما عن الخدمات العامة، فقد عملت الرئيسة رفاق بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم في شخص المدير الإقليمي للوزارة،الذي قام بعمل جبار من أجل إخراج مشروع مدرسة ابتدائية بحي الدوم، التي فتحت أبوابها لتلاميذ الحي والأحياء المجاورة. بالإضافة إلى برمجة تشييد إعدادية وثانوية تأهيلية بالمدينة من خلال اختيار موقع المشروعين وذلك بهدف تخفيف الضغط على الإعدادية والثانوية المتواجدين بالمدينة.
وعن النقص الحاصل في مادة الماء الصالح للشرب، فنقصه حسب رفاق،أصبح مشكلة وطنية كما أشار إلى ذلك صاحب الجلالة في خطاب العرش الأخير، بسبب توالي سنوات الجفاف. وأكد ذلك، وزير التجهيز والمياه، الذي تحدث عن تراجع الواردات المائية للمملكة، غير أن الجماعة وبتعاون مع الحوض المائي لسبو، هذا الأخير، قام بحفر أربعة آبار للحد من النقص الحاصل في هذه المادة الحيوية. بالإضافة إلى برمجة الجماعة حفر آبار من ماليتها الخاصة رغم أنها فوضت تدبير الماء الشروب للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب منذ بداية تسعينات القرن الماضي.
ولتحسين جودة التعليم ومحاربة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات، قام مجلس الجماعة بمشاركة اللجنة المحلية للتنمية البشرية بالرفع من عدد حافلات النقل المدرسي من حافلتين إلى ست حافلات، واحدة منها مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى4 سيارات إسعاف واحدة منها مخصصة للنساء الحوامل تم الاتفاق على وضعها رهن إشارة دار الأمومة من خلال شراكة مع الجمعية المسيرة للدار المذكورة.
ويبقى الجانب الصحي الحاضر الكبير في برامج الجماعة، حيث تم وضع حافلة لنقل مرضى القصور الكلوي المتواجدين بالمدينة والأحياء المجاورة للقيام بحصص التصفية في ظروف حسنة.
أما عن الثقافة والترفيه، فقد ساهمت الجماعة في تنظيم فعاليات ثقافية ورياضية من خلال إحياء التراث اللامادي للمدينة وبناء ملاعب القرب للشباب، وقاعة مغطاة متعددة التخصصات بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس.
أخيرا، وفي إطار تعزيز الحكمة والشفافية وترشيد النفقات، فقد تم في السنتين الماضيتين، الوصول إلى فائض تعدى 2 مليون درهم عن كل سنة مالية،هذا الفائض مكن الجماعة من برمجة الاعتمادات اللازمة لأشغال تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز التي تمت الإشارة إليها أعلاه. كما يتوقع هذه السنة أن يقترب الفائض من 4 مليون درهم،ما سيمكن من النهوض بباقي الأحياء الناقصة التجهيز بجماعة أكوراي.
حميد بن التهامي(مكناس)

Exit mobile version