مرت على المغرب ثلاث سنوات متتالية من الجفاف الغير مسبوق في القرن الحال ومند سنتين والمغرب يعرف انخفاض كبير في اغلبية حقينة السدود ، وقد بلغ هذا الانخفاض مداه هذا الموسم الفلاحي 2023 .
واذا كان انخفاض منسوب مياه السدود يحمل مخاطر واكراهات كبيرة على الفلاحة ومياه الشرب فإنه بالمقابل يعطينا فرصة ذهبية للإزالة الاوحال والترسبات المتراكمة في السدود على مر السنين الشيء الذي يحد من قدرتها على التخزينية .
وتعد مسالة توحل السدود من الاشكالات الكبيرة التي تواجه قدرتها على التخزين بكامل طاقتها لدرجة فقدان الكثير من السدود لأكثر من 20% من طاقتها الاستيعابية لتخزين المياه بسبب التوحل .
وقد ظلت التكلفة الباهظة لإزالة التوحل من السدود من ابرز العوامل التي حالت دون تنقيتها ، وهكذا فإن فراغ السد من المياه بسبب الجفاف يعطي فرصة لإزالة التوحل بأقل تكلفة بالإضافة إلى استغلال الطين المستخرج منه والذي يعد سمادا طبيعيا وغنيا بالعضويات والمواد المخصبة للتربة ، في استصلاح الاراضي وتقوية انتاجيتها، بالإضافة الى مقترح أن تبادر الدولة للتكفل بإيصال هذا الطمي الى المزارع والبساتين والضيعات التي تنتج منتوجات زراعية نضطر لاستيرادها كالحبوب والقطاني وعلف المواشي .
وهكذا وفي ظل التغيرات المناخية فإن كل شيء اصبح واردا ، فكما اتت سنوات متتالية من الجفاف لا يستبعد ان تأتي سنوات اخرى بكميات كبيرة من الامطار ولو في فترات غير منتظمة ،الشيء الذي يجعل من سياسة السدود الملاذ الآمن لمحاربة الفيضانات من جهة وتخزين كميات وفيرة من المياه تحسبا لسنوات اخرى من الجفاف مما يحتم ضرورة مواكبة تنقيتها من الاوحال .
وهكذا ورغم الطفرة الصناعية التي يعرفها المغرب مؤخرا ، تبقى للفلاحة الكلمة الفصل في نسبة النمو ، فسنة فلاحية جيدة تعني نموا قد يصل الى 6% وسنة جافة قد تجعل النمو سالبا ، مما يحتم على الدولة البحث عن حلول جدية ، وذلك بتشجيع البحث العلمي وخلق شعب علمية في الجامعات في مجال تحلية مياه البحر و تنقية السدود من الاوحال .
عبد الحق غاندي
رئيس الإئتلاف المحلي من أجل البيئة والتنمية المستدامة