تصريحات وهبي الصحفية تطرح النقاش حول الجهات المخولة لها رسميا التحدث باسم الدولة المغربية

بقلم سمير السباعي

منذ ان ضرب الزلزال ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023 منطقة الحوز و المناطق المجاوة بجهة مراكش بالمغرب العزيز الا و انبرى عدد من الفاعلين السياسيين و المدنيين و الاجتماعيين و المتخصصين في الجيولوجيا و علوم المجتمع في تقديم تصريحات صحفية هنا وهناك تفاعلا مع هذا الحدث الطبيعي الذي شكل نكبة بكل المقاييس نظرا لحجم الخسائر التي خلفتها الهزة الزلزالية القادمة من عمق جبال الأطلس المغربية. و حقيقة يجد المتتبع للمشهد المغربي نفسه هذه الأيام امام تدفق غير محدود للتصريحات التي يدلي بها هذا المسؤول الحكومي او ذاك او حتى بعض الفاعلين الحزبيين و العاملين في الميدان هناك بالمناطق المنكوبة بشكل يؤكد ان جل المنابر الاعلامية وخاصة منها الدولية تبحث عن صناعة موادها المواكبة لهذا المصاب الجلل باي طريقة ممكنة، وهذا منطق مهني مقبول في العمل الصحفي. لكن الشارع المغربي لا زال يرصد بعض التداخل في الخطاب خاصة بين وزراء حكومة عزيز أخنوش التي بدى عليها نوع من الارتباك في التعاطي مع الأزمة منذ الساعات الأولى اللهم المبادرات الملكية السامية التي كانت حاسمة في تشكيل تعبئة رسمية حقيقية للدولة المغربية تتناغم و الحس الشعبي التضامني العريق الذي أبان عنه الشعب المغربي الى الان. و بالتالي فتوحيد الخطاب التواصلي للحكومة اصبح ضرورة ملحة حسب كثيرين الان نظرا لان عددا من الوزراء مثل وزير العدل عبد اللطيف وهبي دخلوا في لعبة اعطاء تصريحات غير منتهية و غير منسجمة حسب ملاحظات البعض مع المساحات الحقيقية للاختصاص الواجب احترامها بدليل ان بعض ما يدلي به هذا الوزير او ذاك حول قبول قواعد وشروط المغرب للقبول بالمساعدات الدولية يتم بتره توظيفه من طرف قنوات اعلامية عربية و غربية لاعطاء مدلولات سياسية ضيقة في التعاطي الرسمي للمغرب مع طلبات عروض المساعدة التي تقدمها الان عدد من الجهات والمنظمات الخارجية بما فيها بعض دول الجوار و هو أمر على ما يبدو لحد اللحظة انه من اختصاص وزارتي الداخلية والخارجية اللتان تستطيعان تقديم توضيحات موثوق منها في هذا الباب نظرا لأن ما يؤطر عملهما الوزاري والسياسي هو القرارات السيادية للمملكة المغربية بقيادة العاهل المغربي محمد السادس و التي ترسم دستوريا وقانونيا وتاريخيا منظومة العلاقات الخارجية للمغرب بما يضمن مصالحه العليا اولا واخيرا. وعليه فان ما يلاحظه البعض من تصريحات لوزراء في الحكومة متضاربة في حالات كثيرة خاصة من طرف اولئك الذين يتحدثون بصفتين ما دام بعضهم على راس المجالس الجماعية في عدد من مدن وقرى المناطق المنكوبة يدعو حسب عدد من المتتبعين الى احترام منطق المتلقي بحرص هؤلاء المسؤولين على تقديم اخبار صحفية لها طابع خدماتي بالدرجة الاولى دون ان تكون هناك اي محاولة لانتاج خطاب اعلامي بحمولة سياسوية ضيقة تصطدم و الخطاب الرسمي للدولة المغربية وروح التعبئة الوطنية في بلادنا.

Exit mobile version