الفقيه بن صالح – عصام عابد
كرموس النصارى أو الهندية او الزعبول تختلف الأسماء من منطقة إلى أخرى، لكنه يبق من أهم الفواكه التاريخية التي عاشت مع الاجداد والاباء والابناء ،انه فاكهة من بين فواكه الصيف التي أصيبت بمقتل وقرئت عليها صلاة الغائب خلال السنوات الماضية والقادمة ،فاصبحت جل القبائل التي كانت تشتهر بانتاجه عبارة عن ثكلى فارقت ابنها الذي كان مصدر رزق لها واضحت علامات الحزن و الألم والمعاناة ظاهرة على وجهها خامدة لا تفارق وجهها في زمن كله ذكريات ،الكل يسأل عن حالها وعن أحوالها ، تنظر وراء جدران الغياب حائرة على مصيرها المجهول.
جلس ذلك التلميذ الذي كان ينتظر قدوم الصيف لمزاولة هوايته المحبوبة من أجل جمع مصاريف الدراسة ،حيث وضع عربته (كروسته) التي يضع فوقها صناديق الهندية (كرموس النصارى) القادمة من إحدى قبائل السراغنة او دكالة او ابي الجعد … ظل ينتظر القادم الذي سيأتي إليه أو لا يأتي ،لكن جاء الخبر بأن جل القبائل تعيش على وقع الصدمة بسبب حشرة أتت على كل أشجار هذه الفاكهة فكانت الصدمة قوية على نفسيته واضحة وبات يعيش في عالم من المعاناة والعذاب الذي سببته هاته الحشرة اللعينة ، وراح ينظر وعيناه تتألم وقلبه يبكي واسفاه ضاع حلمي بين الحاضر والمستقبل الغامض و كأن لسان حاله يقول تبا لهذا المصير الذي اوجدني بينهم.
