مقال رأي زين الدين بواح
تُبرز الفيضانات التي اجتاحت سموگن مشهدًا مؤثرًا يعكس حجم الكارثة والتحديات العميقة التي تواجهها المجتمعات في المناطق النائية. و انبثقت بين أكوام الطين والدمار، محفظة مدرسية كان يٰفترض أن تمثل رمزًا للتفاؤل وبداية جديدة لطفل يستعد للعام الدراسي. إلا أن المحفظة غمرها الطين، لتصبح تجسيدًا حقيقيا لأحلام و آمال العديد من ابناء الجنوب التي غمرتها مياه الاهمال، وجرفتها سيول التفاوت المجالي، وتذكيرًا صارخًا بأن الكوارث الطبيعية لا تقتصر فقط على الأضرار المادية، بل تمتد إلى فقدان الطموحات والأمل.
و تُظهر هذه الصورة أن الأثر الكارثي لا يقتصر على الأضرار المادية، بل يتعدى إلى التأثير على حياة الأفراد، خاصة الأطفال الذين كانوا يتطلعون لبداية مرحلة جديدة من حياتهم الدراسية. في المناطق ذات البنية التحتية غير المستقرة، حيث يصبح تأثير الكوارث الطبيعية أكثر فداحة، مما يضاعف صعوبة العودة إلى الحياة الطبيعية. فالأطفال الذين كانوا يتطلعون إلى بدء عام دراسي جديد يواجهون الآن أزمات تتجاوز إدراكهم و قدراتهم النفسية. و تعكس هذه الأزمات التحديات الكبيرة التي تواجهها المجتمعات بسبب نقص الاستعدادات والتدابير الفعالة لمواجهة الكوارث.
في إقليم طاطا، الذي يعاني من هشاشة كبيرة وفقر مرتفع، تتجلى هذه الصعوبات بوضوح. رغم أن الإقليم يمتلك موارد طبيعية مثل الذهب و الفضة والنحاس وحجر الجمشت والباريتين،
حيث جاء في تقرير رسمي للمنذوبية السامية للتخطيط سنة 2020 ان الإقليم انتج أكثر من 50 ألف طن من النحاس، وأكثر من 13500 طن من حجر الجمشت الكريم، و3670 طن من الباريتين.. الا ان هذه الموارد لا تنعكس دائمًا على تحسين الظروف المعيشية للسكان. اذ يعرف الإقليم نسبة مرتفعة بجهة سوس ماسة للهشاشة والفقر، التي تتجاوز 27% و17% على التوالي، الأمر الذي يعمق من عدم قدرة السكان على مواجهة الأزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية.
و يسلط المشهد الذي تتركه الفيضانات في سموگن، الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز البنية التحتية وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة الكوارث. كما تحتاج اقاليم الجنوب الشرقي وسفوح جبل باني إلى دعم مستدام لاستعادة الأمل والقدرة على مواجهة التحديات. و يتطلب الأمر تحسين البنية التحتية وتوفير الوسائل اللازمة لمواجهة الكوارث، لضمان عدم دفن أحلام الأطفال تحت الطين، واستعادة القدرة على بناء مستقبل أفضل.
ما يكتب في ركن أقلام حرة لا يعبر بالضرورة على رأي الجريدة