لحس العثماني
لا ندري من نخاطب فيكم ؟ هل نخاطب بطونكم التي ملئت بلقيمات وحلويات المناسبات واللقاءات ، ؟ هل نخاطب عقولكم المستأجرة لفلان وفرتلان مقابل دريهمات ؟ هل نخاطب أقلامكم التي تناترت وتبعثرت معها الحروف و أصبحت مفضوحة و عارية من بعد أن بانت عوراتها ؟ بالله عليكم : من نخاطب فيكم ؟ ، أما ٱن الأوان أن يميز القارىء بين أصوات البلابل التي تطرب و أصوات البوم والغربان التي تنفر ، والغث من السمين، ممن ينقشون زيف الكلام عبر خرجاتهم ونحن لهم صاغون ومستمعون ؟، ألا تتذكرون قول الله تعالى في سورة القلم : ” نون والقلم وما يسطرون .” ما يبرز بجلاء مكانة وعظمة القلم ، به يتعلم الجاهل ، ويهتدي إلى طريق الحق ، به تنهض الأمم وتستقيم الأوطان.
فلا عزاء لكل يراع شيطاني ” كاري حنكو ” ، الذي ٱستغل خطه التحريري الشرير لينفث به أباطيل ما أنزل الله بها من سلطان فضاعت الحقيقة بين حبات الرمان ، والظروف الٱجتماعية والاقتصادية الحرجة والحساسة التي تعيشها بلادنا ، وخرج من جحره بقلم حبره المسموم، وبكتابات وتحاليل لمجريات الأحداث تحت يافطة الرأي والرأي الٱخر في غياب تام للموضوعية والمصداقية التي تستوجبهما أخلاقيات السلطة الرابعة ، بل أشعل فتيل الفتن وشن هجومها الأرعن المصبوغ بعبارات ” العام زين ” محاولا إسكات صوت المعارضة الجريء ، التي لا تألو جهدا في سبيل نقل نبض الشارع و هموم الوطن والمواطنين ، وصل بها حد الإفلاس إلى التشهير الأخلاقي .
ختاما ما أحوجنا إلى أقلام الوفاء لا إلى أشباه أشعب الطماع وكما قال المثل الشعبي ، ” الخيل مربوطة و علاش الحمير تزعرط ” ، كما أحيلكم على الأبيات الشعرية للشاعر ظافر السيف ، الذي يهجو فيه الكتاب الذين باعوا أنفسهم بأرخص الأثمان ،حينها ستعلمون إلى أي منقلب سينقلبون وأى طريق هم سالكون .