الحب هو أحد أسمى المشاعر الإنسانية التي تغني الحياة وترفع من قيمتها، ويُعتبر في الإسلام علاقة مشروعة تهدف إلى الإرشاد للمعاني النبيلة والارتقاء بها إلى مستويات سامية من الاحترام والتقدير. يضع الدين الإسلامي أطرًا وقيمًا لضمان أن تكون هذه المشاعر مُعززةً بالمودة والرحمة والالتزام.
في الإسلام، يُنظر إلى الزواج على أنه الإطار المشروع لتنمية مشاعر الحب بين الرجل والمرأة. قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لّتَسْكُنُو ا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً و رَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم: 21). تعكس هذه الآية الكريمة أهمية الحب الزوجي المبني على المودة والسكينة، والتي تعتبر من الآيات الدالة على بديع صنع الله.
كما أن الحب في الإسلام يُعزز من خلال مفاهيم الإحسان والعدل والمعاشرة بالمعروف، إذ يُحث كل طرف على احترام مشاعر الآخر وتقدير احتياجاته النفسية والعاطفية والمادية، مما يُثري العلاقة ويُبقيها في إطار المسؤولية والحقوق المتبادلة.
فضلاً عن ذلك، يُعلم الإسلام أن الحب الحقيقي ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو التزام تجاه شريك الحياة يمتد إلى التعاون في السراء والضراء، وهو ما ينعكس في أداء الواجبات والوفاء بالعهود والعناية بالأسرة. الحب الإسلامي يتجاوز الرومانسية إلى مفاهيم أعمق تُجسد المسؤولية المشتركة والمساندة والصبر.
بذلك، يتضح أن الحب بين الرجل والمرأة في الإسلام ليس شعورًا أعمى أو انسياقًا للعواطف المجردة، بل هو توازن متكامل بين العاطفة والواجب، بين الحرية الشخصية والمسؤولية الاجتماعية، مما يجعل العلاقة تدوم وتزدهر في ظل تعاليم الدين الحنيف.