متابعة سمير السباعي
تشكل المشاريع المدنية و الجمعوية مدخلا أساسيا يمكن من خلاله الترافع عن قضايا تهم المشهد الإعلامي و الممارسة الصحفية ببلادنا خاصة إذا تعلق الأمر برفع شعار ترسيخ قيم المواطنة و حرية التعبير المرتبطة شرطا بالممارسة القيمية المسؤولة داخل حقل الإعلام والصحافة اليوم بالساحة المغربية. ضمن هذا السياق أعلن عدد من الفاعلين الإعلاميين والأكاديميين والمفكرين و الكتاب الذين ينتمون إلى مشارب ثقافية متعددة يومه الخميس 11 يوليوز 2024 بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال بالعاصمة الرباط، عن تأسيس منتدى المواطنة والإعلام كتنظيم جمعوي مستقل.
وحسب منطوق بلاغ إعلان التأسيس الصادر عقب انتهاء اشغال الجمع العام التأسيسي فإن هذا المنتدى هو مشروع جمعوي مدني يهدف بالأساس إلى تعزيز ثقافة الإعلام المسؤول الذي يمكن له المساهمة في ترسيخ قيم المواطنة داخل فضاءنا الجمعي إن صح التعبير، مع سعي المنتدى إلى المساهمة عبر قوة اقتراحية في بلورة سياسات عمومية ترسخ عمليا الحق في حرية التعبير داخل حقل الإعلام مع ضمان التصدي لكل أشكال انحرافات الممارسة داخل هذا الأخير خاصة على المستوى الأخلاقي و ضرورة حفظ كرامة المواطن.
كما أن منطوق البلاغ المشار إليه قد حرص في التأكيد إلى سعي منتدى المواطنة والإعلام إلى أن يساهم بدوره في خلق مساحات تكوين وتأهيل تخدم الرفع من المستوى المهني و الأدائي عند ممارسي الصحافة و الإعلام ببلادنا، مع تشجيع باقي المبادرات المبدعة التي يمكن أن تساهم هي الأخرى في النهوض بحقلنا الإعلامي في تناغم مع أهداف أساسية أعلن عنها المنتدى أهمها الدفاع عن العمق المواطناتي والقيمي داخل إعلامنا المغربي مع المساهمة في تجويد الخطاب و الممارسة داخل هذا الأخير بالإضافة إلى ضمان انفتاحه على القضايا الكونية.
للإشارة فقد أسفر الجمع العام التأسيسي لمنتدى المواطنة والإلام عن انتخاب المكتب التنفيدي لهذا التنظيم الجمعوي على الشكل التالي: الصحافية أمينة رغيب رئيسة و المفكر موليم العروسي نائبا أول للرئيسة و الأستاذ الجامعي عبد الصمد مطيع نائبا ثاني لها، إلى جانب الأستاذ رشيد الراضي ككاتب عام و الأستاذة الجامعية سناء غواتي نائبة له.
أما الأستاذ عبد العزيز الشارد فانتخب أمينا للمال و الأستاذة سهام العمري نائبة له. كما تم انتخاب الأكاديميين والإعلاميين عبد العزيز كوكاس و فاطمة الإفريقي و صباح العتاب و حسين الساف و سميرة مغداد و نادية أبرام كمستشارين مكلفين بالاشتغال ضمن مجموعات موضوعاتية لها علاقة بتنشيط البحث و الدراسات و الشراكات المنتجة مع باقي الفاعلين في حقل الإلام والمجتمع المدني ببلادنا.
و يبقى رهان نجاح مثل هذه المبادرات الجمعوية رهين بانخراط كل الفعاليات المرتبطة بالحقل الإلامي وذلك لنقاش واقع الممارسة الصحفية اليوم ببلادنا و ما مدى حضور البعد القيمي المواطناتي كبوصلة حضارية موجهة في انتظار تسطير البرامج التشاركية الهادفة إلى جعل قطاع الإعلام والصحافة بالمغرب مشروعا لتنمية مجتمعية منشودة خطابا و ممارسة.