نوه السيد المصطفى اجاعلي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس في كلمته لاعطاء انطلاقة الندوة الوطنية حول مدونة الأسرة وآفاق التعديل المنعقدة الآن برحاب كلية الشريعة بفاس والتي تحضرها جريدة “الخبرية” (نوه) بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها كلية الشريعة و مختبر الشريعة والقانون و المجتمع و ماستر الوساطة الأسرية والاجتماعية بتنسيق الدكتورة حكيمة حطري أستاذة التعليم العالي ونائبة العمدة ، كما عبر عن سعادته بالحضور المكثف لطالبات و طلبة كلية الشريعة و كذا طلبة الكليات الأخرى التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبدالله .
و في موضوع الندوة أشار إلى أنه بعد مرور عقدين من الزمن على تطبيق مدونة الأسرة ، توافرت العديد من الأصوات المطالبة بمراجعة مقتضياتها، و في هذا الإطار و المسعى الإصلاحي تم تكليف رئيس الحكومة من لدن جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بمسؤولية الإشراف على مراجعة مدونة الأسرة ، و في نفس الوقت تم تكليف وزارة العدل و المجلس الأعلى للسلطة القضائية و رئاسة النيابة العامة بالمساهمة في هته العملية الإصلاحية .
و تابع السيد رئيس الجامعة أن توجيهات جلالة الملك بضرورة مراجعة مدونة الأسرة جاءت في هذا الإطار ليتأكد حرص جلالته على تصحيح أي خلل في نظامها القانوني كما يؤكد على ضرورة تعزيز المشاركة الكاملة للمرأة المغربية في الحياة العامة و النهوض بمكانتها المجتمعية كمطلب انبنى على تشخيص دقيق يعلن عن وجود اختلالات و على تحولات عرفها المجتمع تتطلب تصحيح ما اختل به.
و لهذا يضيف السيد رئيس الجامعة أن النقاش وجب أن يكون بعيدا عن الشعارات و الإيديولوجيات لتكون الحلول ذات الصلة براغماتية بعيدة عن منطق الصراع بين المرأة والرجل و الأسرة في إطار خلية إنسانية تعتمد على كليهما في إطار واضح يؤكد أن المرأة والرجل مكملان لبعضهما البعض و الانطلاق من وحدة الأسرة و ليس من مركزية الرجل أو المرأة و بالتالي اعتماد الحلول الكفيلة بالحفاظ عليهما و الحفاظ من خلالها على حقوق الطفل و مصالحه ، و حقهم في العيش في أسرة مستقرة ، و كذلك حق المجتمع على الأسرة أن تمده بذكور و اناث يقودون عملية التنمية في المستقبل. ولذلك يقول السيد رئيس الجامعة أن الآمال معقودة على هذه الندوة لإغناء هذا النقاش الوطني الواسع ، و يصبح بامكاننا تضمين مقترحات الندوة في إطار مشاركة جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس في هذا المشروع الوطني الاستراتيجي الذي يعزز العمل التشاركي في القضايا الوطنية الكبرى.