الوزير الناطق باسم الحكومة : ضعف الكفاءة والتواصل

بقلم أحمد بومهدي
تلعب وظيفة الناطق باسم الحكومة دورًا حاسمًا في التواصل بين الحكومة والجمهور يتطلب هذا الدور كفاءة عالية في التواصل، والقدرة على التعامل مع وسائل الإعلام بفعالية، ونقل رسائل الحكومة بوضوح وشفافية. ولكن عندما يكون الوزير الناطق باسم الحكومة ضعيف الكفاءة في التواصل ولا يتقن أكثر من لغة واحدة ووحيدة ويعتمد على إجابات معدة مسبقًا، يمكن أن يكون لهذا آثار سلبية متعددة على الأداء الحكومي وثقة الجمهور.

حيث أن ضعف الكفاءة في التواصل يتجلى في عدم قدرة الوزير على التعامل مع الأسئلة غير المتوقعة أو المفاجئة من الصحفيين. يفتقد الوزير هنا إلى المرونة والقدرة على التفكير السريع، مما يجعله يعتمد بشكل كبير على إجابات معدة مسبقًا. هذا يؤدي إلى تكرار نفس العبارات والجمل، مما يفقد الخطاب الحكومي مصداقيته وحيويته.
كما أنه طيلة سنتين من عمر الحكومة لم يحاور ولو منبر صحفي أجنبي بلغة أجنبية مما يضعف صورة المغرب في المنتديات العالمية، كما أن الاعتماد على إجابات معدة مسبقًا يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الحالات لتجنب الأخطاء، لكنه يخلق انطباعًا بعدم الشفافية وعدم القدرة على التفاعل الحقيقي مع الصحفيين. الجمهور والصحفيون على حد سواء يمكن أن يشعروا أن الوزير لا يمتلك المعرفة الكافية أو أنه يحاول إخفاء معلومات. هذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بين الحكومة والجمهور.

عندما يشعر الجمهور أن الناطق باسم الحكومة غير قادر على التواصل بفعالية وشفافية، يبدأ الشك يتسرب إلى نفوسهم بشأن مصداقية الحكومة وشفافيتها. الثقة هي عنصر أساسي في العلاقة بين الحكومة والمواطنين، وغيابها يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الدعم الشعبي للسياسات الحكومية وزيادة السخط الاجتماعي.
ويمكن أن تُشاهد هذه الديناميكية في أمثلة من الحياة السياسية الواقعية، حيث واجهت حكومات أزمات ثقة بسبب ضعف أداء المتحدثين باسمها. مثل هذه الحالات تؤدي إلى زيادة التوتر بين الحكومة ووسائل الإعلام، وتعزز من صورة الحكومة كجهة غير شفافة وغير موثوقة.

ونافلة القول ولتفادي هذه المشكلة، يجب على الحكومة اختيار ناطقين باسمها يمتلكون كفاءات عالية في التواصل والقدرة على التعامل مع مختلف الظروف الإعلامية. ويتحكمون في اللغات العالمية بشكل جيد مثل الانجليزية كما يجب توفير التدريب المستمر لهم لتحسين مهاراتهم في التواصل والإجابة على الأسئلة بمرونة وفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الثقافة الداخلية في الحكومة التي تشجع على الشفافية والصراحة في التعامل مع الجمهور ووسائل الإعلام.
حيث أن ضعف الكفاءة في التواصل لدى الناطق باسم الحكومة يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على أداء الحكومة وثقة الجمهور. الاعتماد على إجابات معدة مسبقًا يبرز عدم الشفافية ويزيد من الشكوك. لذلك، يجب أن تسعى الحكومات إلى اختيار وتدريب ناطقين يتمتعون بمهارات تواصل عالية وقدرة على التعامل مع الإعلام بفعالية لتعزيز الثقة بينها وبين الجمهور.

Exit mobile version