شهدت بلادنا في الأشهر و حتى السنوات الأخيرة العديد من الاعتقالات التي طالت متهمين في جرائم الأموال ، و المخدرات ، و غسيل الأموال و غيرها من الجرائم، و في كل هذه الاعتقالات بدون استثناء يظهر جليا الدور الكبير الذي يلعبه جهاز الديستي من خلال عمليات التتبع و الرصد و تحديد أماكن المبحوث عنهم في تنسيق محكم مع عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، و يبدو أن عناصر هذا الجهاز الأمني الهام لا يولون بالا أو أهمية لذكر إنجازاتهم خاصة و أن غالبية تدخلاتهم تتسم بالسرية و لكن أيضا بدقة عالية.
هكذا إذن فإن دور جهاز مراقبة التراب الوطني او اختصارا الديستي ، لا يقتصر على الحفاظ على الأمن العام و الاستخبارات و مراقبة أعمال المنظمات الغير شرعية ، و التدخلات الاستباقية لمنع حوادث إرهابية داخليا وخارجيا ، و إنما أيضا فإن هذا الجهاز الهام يتدخل في ضبط عصابات التهريب و جرائم الأموال و الفساد الإداري ، و هي كلها ملفات قررت الدولة منذ زمان بعيد التعامل معها بالحزم اللازم ، لأن الفساد الإداري وحده يكلف الدولة خسائر بالملايير ، و هو ما يفرمل المشروع التنموي لبلادنا.
من الواجب الاعتراف بالدور الهام الذي تقوم به عناصر جهاز الديستي في جمع المعلومات و المراقبة و التتبع مما يسهل عمل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي تتمكن بفضل هذا التنسيق من تحقيق انجازات بالفعالية المطلوبة.