ملحوظة : هذه النعوث لا تخص نضالات التنسيقيات و مطالبها المشروعة ،بل تصف تنظيماتها ونسق إضراباتها.
وسط كل معركة معارك صغيرة ، ويمكن لمعركة واحدة ان تخضع لحسابات اكثر من جهة .
فئة إجتماعية لا تشكل حتى واحد في المائة من عموم الساكنة ، تقرر خوض معركتها التي أطلقت عليها إسم الكرامة . مفهوم ارادته ان يختزل الكثير من المطالب الإدارية و المالية .
وسط هذه المعركة ظهرت معارك صغيرة تحولت الى أساس للمعركة :
1- معركة الدولة التي ترى في خطواتها حماية لإختيارتها في مواجهة وضع مزري بقطاع التعليم ، وترى أن معركة الاصلاح يجب ان تكون شمولية لإنتشال قطاع التعليم من مراتبه المتأخرة ،وان الاستاذ ليس سوى جزء من هذا القطاع وليس كله
2- معركة الاساتذة الجدد الذين ولجوا القطاع عبر التعاقد ، وهم لم يستأنسوا بعد بالقطاع ، وجعلوا معركتهم في اللحاق بموظفي القطاع و المطالبة بالمساواة في الحقوق .
3- معركة النقابات الأكثر تمثيلية التي تعيش وضعا شادا بين انتسابها للأحزاب المشكلة للحكومة . وجعلت من معركتها ححمايةماية عضوية منخرطيها الذين تتعارض مصالحهم مع توجهات الحكومة .
4 – معركة النقابات المنتسبة الى المعارضة والتي فقدت قاعدتها بنفس الإنحدار الذي فقدت به موقعها من الحكومة التي سيرتها في الولاية السابقة .
5- معركة النقابات المنتسبة الى أحزاب غادرت التسيير الحكومي منذ أزيد من خمسة عشر سنة ،والتي لم يسعفها موقع الاحزاب التي تنتسب إليها في المعارضة من تقوية قواعدها ،واصيبت بما يشبه الإفلاس.
6- معركة تنسيقيات دعمتها الدولة – كمفهوم – في وقت سابق في مختلف القطاعات لإضعاف النقابات ،لتجد نفسها وهي تقرر الإنقلاب على الدولة رهينة حسابات جهات مع الدولة خارج الملف المطلبي للقطاعات.
7 – معركة تنظيمات راديكالية مع الدولة و التي تجد في كل احتقان اجتماعي فرصة لتأجيج الوضع لتكسير شوكة الدولة .
8 – معركة فدرالية جمعيات الآباء و الاولياء التي وضعت في موقف لا تحسد عليه بين الإصطفاف الى جانب الآباء و دعم الطفل ،وبين إقرار حق المدرس في المطالبة بحقوقه، وعجز هذه الفيدرالية في توحيد موقف الآباء من معركة المدرس.
9- معركة النقابات لضمان البقاء بسبب ضعف قواعدها دفعها للإختباء خلف معركة التنسيقيات حتى لا تظهر ضعفها في صفوف رجال التعليم ، فوجدت نفسها جنبا إلى جنب مع نقابات لا تعترف بها .
10 – معركة التنسيقيات التي اصبح اسمها دريعة لتفريخ عدد متزايد من الفئات التي تطلق على نفسها لقب تنسيقية حتى اصبحت التنسيقية الوطنية لا تستطيع حصر عدد التنسيقيات التي تتوالد بشكل خارج السيطرة .
الخلاصات :
بعد شهرين من الإضرابات وجدت التنسيقيات نفسها تجلس في انتظار نتائج حوار النقابات مع الحكومة ،هذه النقابات التي ركبت على نضالات التنسيقيات . وبعد ان كانت النقابات تختبئ خلف التنسيقيات اصبحت هي المحاور .
الحوار ونتائجه اصبح يلزم النقابات الأكثر تمثيلية ، و هذا يفتح معركة جديدة ، حيث ينتظر الرأي العام ردة فعل التنسيقيات من نتائج هذا الحوار ، بين القبول بها .مما سيحسب للنقابات ، وبين رفضها وما يمكن أن يترتب عنه من ردود فعل المواطنين .
الدولة انتصرت لنفسها حين رفضت الحوار مع تنظيمات هلامية ،حيث التنسيقيات تشتغل خارج المؤسسات و غير محكومة باي نظام او قانون او مرسوم .
الدولة تؤمن بالهيئات المعترف بها مؤسساتيا مهما كانت ضعيفة ،فهي من تمثل الشرعية وهي من تخضع أي اتفاق معها لقواعد القانون .
نحن امام معارك متباينة ، و صراعات ظاهرها التعليم و باطنها حسابات وجود لكائنات مسكونة بالإنتماء لهيئاتها اكثر من الانتماء للقطاع.
هذا وحده يعطينا صورة عن الوضع ، ويرسم لنا إحتمالات السيناريوهات التي ستلي جلسة النقابات مع الحكومة .
لا شيئ محسوم . فهل تعتبرون ؟