التحليل المغرض أو حين تتكلم الخريطة !!!

playstore

مُغْرِضٌ فِي قَوْلِهِ : جَاعِلٌ لِقَوْلِهِ غَرَضاً وَمَيْلاً، أَيْ لَهُ مَقَاصِدُ خَلْفَهَا

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،شتنبر،2024.

تتذكرون سنة 2011 ، والربيع العربي الذي اطاح بانظمة و رؤساء ،وبداية مشروع الفوضى الخلاقة .

في الفضاء المغاربي ،لا نلتفت كثيرا لما يحدث في منطقة الشام ، فقد كنا منشغلين باوضاعنا في مصر وتونس و ليبيا.

في هذه السنة2011 لم تقف إيران الشيعية مكتوفة الايدي ،بل وجدتها فرصة للإطاحة بانظمة سنية و توسيع نفوذها في المنطقة .

وتتذكرون الترسانة العسكرية لمجلس التعاون الخليجي التي تحركت بشكل موحد غير مسبوق الى القنطرة المؤدية الى مملكة البحرين السنية وبها الاغلبية الشيعية . وكان مخطط ايران الركوب على موجة الربيع العربي و خلق دولة شيعية وسط الخليج . وهو ما تم افشاله .

أيدي إيران لم تكن غائبة عن الساحة في اليمن ،حين تم اسقاط الرئيس باغتياله ،لكن النظام لم يسقط ، إيران وجدت لها موطأ قدم في اليمن بأن جعلت الحوتيين يسيطرون على جزء من اليمن موالي لايران .

جيش الممانعة مع النظام السوري ، كان عكس اليمن محميا من إيران و رغم ان الرئيس و النظام لم يسقطا ،الا ان جزءا من سوريا لم يعد تحت سيطرة النظام .

في لبنان وفلسطين كان الوضع مهيئا قبل هذا التاريخ بسنوات ، حيث يستقر حزب الله في الجنوب اللبناني ويجعله غير خاضع للسلطة اللبنانية ، وحماس تستقر في غزة خارج السلطة الفلسطينية .

حزب الله بزعامة السيد حسن نصر الله ،كان مستقرا في الجنوب اللبناني ،يواجه اسرائيل و يدعم حماس في معاركها في غزة .

لكن في 2011 وبإيعاز من إيران ، تدخل في منطقتين خارج لبنان ،الاولى كانت دعم الجيش السوري ومساندة نظام بشار الاسد الموالي لايران و المعادي لامريكا و اسرائيل . وقتلت مليشيات حزب الله آلاف المواطنين السوريين .ونجى نظام الاسد نسبيا من الربيع العربي.

كما كان لحزب الله حضور في اليمن ،ودائما بايعاز من ايران ،حيث انتقلت عناصر حزب الله لتخوض حربا في اليمن ضد النظام السني .

اما العراق ،فإن التواجد الإيراني باسم العمامة و الاستقلال ظاهر ومعلن ، و منذ سقوط صدام حسين ،فإن الدولة العراقية فقدت وحدتها وظهرت اقليات دينية و عرقية كثير منها مدعوم من إيران .

وحدها المملكة الهاشمية نجت من هذا المخطط المتعدد الاطراف و بقي ابناء عمومتنا ولله الحمد بعيدين غير مستبعدين من مخططات ايران .

المحصلة :

ـ سوريا لا تحكم ارضها وهي مناهضة لاسرائيل .

ـ اليمن لا تحكم ارضها والحوتيون مناهضون لاسرائيل .

ـ لبنان لا تحكم ارضها وحزب الله كجماعة مناهضة لاسرائيل

ـ فلسطين لا تحكم ارضها المسترجعة من الاحتلال و حماس بغزة مناهضة لإسرائيل .

ـ في مصر تدارك المصريون الامر بالاستعانة بالجيش ، وسحبوا الحكم من الاخوان واعادوه الى العسكر ، وبقيت منطقة سيناء بؤرة توثر مناهضة لاسرائيل وداعمة لانفاق حماس .

ماذا تقول الخريطة بناء على المعطيات اعلاه ؟

كل الدول التي انخرطت في الحرب بعد 7 اكتوبر ،كلها من الاجزاء الخارجة عن سلطة هذه الدول .

كل هذه الاجزاء تكن بالولاء لإيران بدون استثناء .

هكذا تبدو ايران وكأنها في حرب مع اسرائيل بالنيابة ،لكنها مطلقا لم تدخل في مواحهة مباشرة مع اسرائيل رغم الصواريخ التي ارسلت من طهران و امضت سبع ساعات قبل ان تصل الى اسرائيل في مشهد سوريالي مكشوف .

فهل يمكن القول امام تخاذل الانظمة السنية ان حل القضية الفلسطينية سيكون شيعيا او فارسيا ؟!!!!!

وكي تتضح الصورة اكثر يمكن ان نستحضر خريطة القواعد العسكرية الامريكية في دول المنطقة و الموجهة خصيصا للتصدي لإيران المالكة للسلاح النووي الذي يحميها من النظام العالمي .

إن دول المنطقة عليها ان تستعيد سيادتها على اراضيها كاملة ،و ترسم حدود فلسطين وفق مبدأ حل الدولتين ،و السحب الكلي للقوات الاجنبية في المنطقة باغلاق القواعد العسكرية بالمنطقة .

وعندما نصبح انظمة مالكة لحدودها مع اسرائيل ،يمكن ساعتها البحث عن حل سني بعيدا عن حسابات إيران .

ولكن الشعوب اليوم غاضبة من انظمة تراها منصاعة ومنساقة و خنوعة ، و تميل بحماس الى ايران الحاملة لمشعل المقاومة ضد المحتل الغاشم .

وطبيعي جدا ان يتمدد التواجد الشيعي في كثير من الشعوب العربية .

ولكم ان تفهموا عقلية الشعوب :

ـ تدعم الشيشان ضد الإبادة الروسية الشيوعية ، و في حرب روسيا ضد اوكرانيا ،تصطف الشيشان الى جانب روسيا الاتحادية !!!

ـ يدعم حزب الله نظام الاسد الشيوعي و الموالي لروسيا ، و الشعوب تريد سقوط الاسد ،لكنها تؤيد نصر الله !!!!!!

ـ الشعوب تترحم على ياسر عرفات الموقع على اتفاقية اوسلو ،لكنها تعتنق عقيدة حماس الذي تريد ان ترمي اليهود في البحر !!!!!

ـ الشعوب السنية في لبنان رغم انها ضد اسرائيل ،لكنها تمنع النازحين من اهل الجنوب الشيعيين من الدخول الى قراهم ( دعوا الجزيرة قليلا وقوموا باطلالة على القنوات اللبنانية )!!!!!

عندما تكتب ويكون متابعوك بالآلاف ، فلا تتحول الى بوق لهذا الطرف او ذاك ، رغم إيمانك بمبدأ حق الشعب الفلسطيني في التحرر ، قل للناس حقيقة الميدان ، قل لهم عن مخططات لا ترسمها من خيالك ،ولكن ترصدها عبر الخرائط ،فالخريطة لا تكذب .

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى