إسدال الستار بوزان على النسخة الثالثة من فعاليات ملتقى دار الضمانة الدولي للذكر والسماع

وزان/ محمد دمناتي

أسدل الستار مساء أمس السبت بوزان، على فعاليات الدورة الثالثة لملتقى دار الضمانة الدولي للذكر والسماع، المنظم من طرف جمعية الصفا لمدح المصطفى تحت إشراف عمالة إقليم وزان وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ومجلس إقليم وزان وجماعة وزان ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال.
وعلى مدى ثلاثة أيام، ترنًم الجمهور، الذي حج بكثافة لساحة الإستقلال بوزان، ( ترنم ) على إيقاع وصلات من الأمداح النبوية ووصلات من التراث الصوفي و العيساوي.
وقد افتتحت هذه الدورة بكلمات كل من وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، جهة طنجة تطوان الحسيمة، وكالة إنعاش وتنمية الشمال، المجلس الإقليمي، المجلس الجماعي و جمعية الصفا لمدح المصطفى، قبل أن يعود المنظمون بالحضور عبر شريط وجيز لأقوى لحظات الدورة الثانية لملتقى دار الضمانة الدولي للذكر و السماع ، المنعقد السنة الماضية.
بعد ذلك، استمتع الحضور بوصلة إنشادية لفرقة أحمد سعد الدين للإنشاد الديني وراقص المولوية الفنان سيد المصري، لتستلم بعدها مجموعات أهل توات بوزان منصة الملتقى، والذين تمكنوا من تشنيف أسماع الحاضرين في جو روحاني، مدحوا من خلاله صفات ومكارم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي اليوم الثاني من الملتقى، كان الزوار على موعد مع جلسة سماعية زاوياتية لقراءة البردة الوزانية بمقر ضريح مولاي عبد الله الشريف، فيما أحيت ناشئة جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات تحت إشراف الزاوية الوزانية برئاسة الأستاذ حمزة الطيبي، الجلسة السماعية الثانية بضريح مولاي التهامي.
ليننقل الجمهور لحضور ثاني سهرات الملتقى والتي أبدعت فيها فرقة تهامة للذكر التهامي تحت إشراف السيد ادريس التهامي، حيث تفاعلت الجماهير التي تقاطرت بشكل مكثف على ساحة الاستقلال وسط المدينة مع مقاطع الذكر التهامي.
فيما الحصة الفنية الثانية أحيتها الطريقة الحمدوشية الفاسية برئاسة المقدم عبد الرحيم العمراني، والتي أمتعت بدورها الحضور بطقوس الحضرة الحمدوشية، التي تصب في أغراض المدح والتصليات.
ونظمت، في اليوم الأخير من هذه التظاهرة، ندوة علمية بعنوان ” أي تعمير لإرثنا الروحي في عالم اليوم؟ “، حيث شارك فيها أساتذة وعلماء وطنيين ودوليين كالدكتورأحمد شوقي بنبين (محافظ الخزانة الملكية)، و د. عبد الجليل سالم (مفكر ووزير الشؤون الدينية سابقا بتونس)، و د. عبد الاله بن عرفة (نائب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو)، و د. عادل حدجامي (أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط، و د. جعفر الكنسوسي مدير مهرجان موسميات سماع مراكش وعضو “الهاكا”، و دة. ثريا إقبال (شاعرة ومترجمة وباحثة في التصوف)، و د. أحمد سعد الدين (فنان وباحث في الأنتربولوجيا الثقافية – مصر)، و د. محمد المهدي منصور (باحث في الفكر الإسلامي)، و د. محمد التهامي الحراق (أستاذ باحث وكاتب).
ليسدل ستار الملتقى بسهرة فنية ختامية نشطتها فرقة النجاح للإنشاد والموسيقى الروحية، بقيادة الشيخ حاتم الفرشيشي من تونس، ومجموعة الطائفة العيساوية برئاسة المقدم الحاج سعيد برادة، هذه الأخيرة ألهبت حماس الجمهور -منذ اللحظة الأولى-بالدخلة العيساوية التي تقوم على الذكر والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومقطوعات عيساوية التي ستبقى راسخة في ذاكرة هواة وعشاق الحاج سعيد برادة.
وفي ختام السهرة، تم رفع برقية شكر وولاء إلى السدة العالية بالله، أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تلاها رئيس جمعية الصفا لمدح المصطفى الأستاذ أحمد الحراق.

ويأتي هذا الملتقى الذي دأبت الجمعية على تنظيمه سنويا، حسب منظميه، لإحياء تراث المديح والسماع، وتقريب هذا الفن الراقي لأذواق كل عشاق الفن الصوفي الأصيل بجميع تلاوينه وتجلياته، ولتستعيد من خلاله دار الضمانة طابعها الثقافي والروحي.

Exit mobile version