عميد جامعة مينوسيتا الأمريكية يحاضر بالرباط حول الصحراء المغربيه
احتضنت قاعة المنوني برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، لقاء مفتوحا حول التواصل الحضاري بين المغرب وبلاد إفريقيا جنوب الصحراء عبر التاريخ، دام لساعتين من الحادية عشرة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال يوم 7 ماي 2024، أطره الأستاذ الدكتور محمد جودات رئيس المركز الدولي للدراسات التراثية، والمركز الدولي للدراسات الصحرواية؛ والأستاذ الدكتور محمد صغيري منسق ماستر الأدب العربي والمثاقفة، وقد استضاف هذا اللقاء سعادة الأستاذ الدكتور حامد إسماعيل علي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كلمته الترحيبية ركز الأستاذ الدكتور محمد صغيري على ما تزخر به ثقافتنا المغربية من تراث أدبي متعدد يجمع بين المروي والمسموع والمكتوب، وقد وجه طلبة الماستر والدكتوراه للاهتمام بالصحراء وإيلائها عناية بحثية تليق بها.
وفي تدخله شكر الأستاذ الدكتور محمد جودات الحاضرين وعلى رأسهم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمينيسوتا الأستاذ الدكتور حامد إسماعيل علي، واصفا إياه بالعالم المتواضع، غزير الإنتاج العلمي حيث ألف أزيد من ستين كتابا منها عشرون كتابا حول الصحراء، وهو في نبله الكبير وعطائه العلمي الغزير مثال للباحث الذي يمكن لطلبة الماستر والدكتوراه أن يقتدوا به، وخاصة في اهتمامهم بالدراسات البينية وتفعيل المثاقفة كبعد من أبعاد الرؤية الجديدة للبحث العلمي، فالدكتور حامد إسماعيل كما يقول الدكتور محمد جودات حاضر في اشتغاله على الثقافة الصحراوية وموروثها، وهو محب للمغرب وللثقافة المغربية، ويشكل حضوره في المغرب مكسبا لأنه باحث رصين محب لعمله متواضع في تعامله.
أما الدكتور حامد إسماعيل فقد نوه بالدعوة الكريمة التي حظي بها من طرف المركز الدولي للدراسات التراثية والمركز الدولي للدراسات الصحرواية ومن طرف السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وركز في محاضرته على أن أرض المغرب هي أرض علم وأدب وعمق تاريخي، وعالم الصحراء يشعره بعبق التاريخ كلما حل ضيفا على بلاد المغرب. كما ذكر أن الصحراء بحكم امتدادها الجغرافي وعمقها التاريخي حضرت وتحضر في المعمار الهندسي للمساجد في البلدان الإفريقية، وأظهر صورا نموذجية لهذا التلاقح المعماري بمدينة تمبوكتو وغيرها…. وقد ترسخت العلاقة بين شمال الصحراء وجنوبها عبر التجارة، حيث تمثل تجارة الملح مقابل الذهب نموذجا دالا على عمق هذه الروابط، فقد كان التجار المغاربة يرحلون عبر إبلهم لنقل أحمال الملح، وقد حفلت رحلة ابن بطوطة بالدور الذي قام به التجار المغاربة في هذه التجارة، وكانت عمليات التبادل تتم ببلاد النيجر حيث يقايضون الملح بالذهب. وكانت القوافل في بداياتها لا تقيم تواصلا لغويا لتعذر ذلك على التجار، وبعد توطد العلاقات التجارية هاجر بعض العمال المغاربة واستقروا بالبلدان الإفريقية وتمت المصاهرة فنشأت العلاقات الاجتماعية تتويجا لهذا التلاقح.
وقد تفاعل الحاضرون من طلبة الماستر والدكتوراه في هذا اللقاء المفتوح، وكانت أسئلتهم غنية تعكس اهتماماتهم بالصحراء ثقافة وفكرا وأدبا، وعبروا عن أملهم في تجديد لقاءات حول الصحراء وكنوزها المعرفية.