البنية التحتية في طاطا : تساؤلات حول الجودة والمسؤولية
البنية التحتية في طاطا : في أعقاب التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدها إقليم طاطا وعدد من مدن الجنوب الشرقي للمغرب مؤخراً، برزت إلى السطح قضية جودة البنية التحتية والشبكة الطرقية في المنطقة. فقد كشفت السيول الجارفة عن هشاشة المنشآت وعدم قدرتها على الصمود أمام الظروف الجوية القاسية، مما أدى إلى انهيار العديد من القناطر والطرق في غضون ساعات قليلة.
هذه الأحداث أثارت موجة من الانتقادات والتساؤلات حول مدى التزام الجهات المعنية بمعايير الجودة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية. وقد وجه المواطنون أصابع الاتهام إلى وزارة التجهيز والماء، التي يترأسها نزار بركة، مطالبين بفتح تحقيق شامل حول جودة الأشغال والشركات المسؤولة عن تنفيذ هذه المشاريع.
وثق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار من خلال نشر صور ومقاطع فيديو تظهر الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية. وقد أدى ذلك إلى عزل العديد من الدواوير وتعطيل حركة المرور، مما تسبب في مشاكل كبيرة للسكان والمسافرين على حد سواء.
الوضع في طاطا كان الأكثر إثارة للقلق، حيث تسبب انهيار إحدى القناطر في قطع الطريق المؤدي إلى المستشفى الإقليمي. كما تأثرت شبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والاتصالات بشكل كبير، مما فاقم من معاناة السكان المحليين.
يأتي هذا الحدث بعد أسابيع قليلة من فيضان مدينة تنغير، مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد السلطات المعنية للتعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية. وقد لوحظ غياب تدخل فعال من قبل مسؤولي وزارة التجهيز، في حين تولت السلطات المحلية والجماعات الترابية مسؤولية فك العزلة عن السكان المتضررين.
