يارجال و نساء التعليم : هل انتم احرار ام رهينة ؟!!!
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين
تأكد بعد عديد مقالات كتبتها عن أزمة إضرابات رجال ونساء التعليم ان هناك من نصبني خصما لهم ، بل تلقيت من بعض التعليقات سبا و شتما لا يليق بهذه الفئة التي أسست النقابات و قادت قواعد الاحزاب و كانت أساس الجمعيات الوطنية و الهيئات الحقوقية الى جانب المحامين ، و كانت أكثر الفئات تعرضا للتنكيل والإعتقال زمن تازمامارت و درب مولاي الشريف .
وبنفس المنطق يقول هؤلاء ،انه لهذه الإعتبارات نفسها لا يليق بشخص مثلي ترعرع في هذه التنظيمات ان يعاكس رجال و نساء التعليم في معركتهم من اجل الكرامة .
وبين الصراحة و الوقاحة يكون على كاتب الرأي أن يتسلح باخلاق الصحافة ومبدأ المكاشفة .
جلست البارحة في مجلس أسري بحضور رجل تعليم مضرب ،فمثلي مثل كل المغاربة لا تخلو عائلة من رجل تعليم ، و طرحت عليه هذا السؤال :
– من يقرر متى تضربون ،ومتى تسافرون الى الرباط لتتظاهروا ؟
– بعد قرار الحكومة ، كيف إجتمعتم لتقرروا الرفض من عدمه ؟
ولكي اضعكم في صورة خلفيات هذه الأسئلة دعونا نرتب الأحداث :
– الحكومة ملتزمة بنهج الدولة في تدبير النزاعات الإجتماعية ، عبر استعمال قنواتها وهي الهيئات السياسية و النقابية ،
الهيئات السياسية تستشار وفق تصنيف أغلبية ومعارضة ،و رؤساء فرق و مجموعات نيابية ،
وبالنسبة للنقابات تتم وفق الأكثر تمثيلية ، على اعتبار أنها تكتسب الشرعية التفاوضية بقاعدتها التنظيمية و حصيلتها الانتخابية في الاستحقاقات .
والحكومة لا تفتح الحوار في الكواليس بل امام الكاميرات في زمن ومكان معلومين ، و تصدر بلاغا للرأي العام تتضمنه مجريات ومخرجات الحوار .
ساعات قليلة بعد البلاغ المشترك بين النقابات والحكومة بخصوص تسوية أزمة التعليم خرج بلاغ باسم التنسيقية الوطنية لرجال التعليم تعلن رفضها لمخرجات الاجتماع و أعلنت تمديد الإضراب و إعلان معارك جديدة .
السؤال المحير الذي يتحاشى رجال التعليم مناقشته ،هو كيف إجتمعت هذه التنسيقية بهذه السرعة و أعلنت ما اعلنت ؟
أين إجتمعت هذه التنسيقية ؟
و السؤال المحير :
التنسيقية تعني أفرادا او مكتبا او مجلسا ، لهم هويات واسماء ، فهل رجال التعليم يعرفون هذه القيادة الشبح التي تقود نضالاتهم ؟
موقف من حجم رفض مقترح الحكومة و الدخول في مواجهة ممتدة ، هل التنسيقيات المحلية استشيرت في هذا القرار ؟
ولنفترض ان الجواب هو نعم ،
هل لكم ان تعرفونا كيف استشرتم ؟ وماهي الآلية التنظيمية المتبعة في هذه الإستشارة ؟
ولماذا إجتماع التنسيقية تم في السرية دون تغطية اعلامية ؟
إن هذه الاسئلة إما انها تحامل ضد التنسيقيات و تساؤلات مبنية عن جهل بهذه التنظيمات التي تملك كل هذه القدرة في التعبئة ؟
او ان الأمر يستحق فعلا التأمل و النقاش .
هي مجرد أسئلة تستفز تفكير الأغلبية التي كلما وصلها بلاغ او بيان بالإضراب إنخرطت دون تفكير في من يقود ولا الى اين يقود ؟
فهل تعتبرون ؟