جهات

تنغير: مشروع تأهيل مضايق تودغى يرى النور بميزانية تناهز 47 مليون درهم

امحمد بن عبد السلام

شهد إقليم تنغير يوم الأربعاء 28 ماي 2025 خطوة حاسمة في مسار التنمية السياحية، حيث ترأس عامل الإقليم، السيد مولاي إسماعيل هيكل، اجتماعا موسعا خصص لتتبع تقدم دراسة مشروع تهيئة وتثمين مضايق تودغى والمناظر الطبيعية المحيطة بها، وفي مقدمتها “أسول” ومنطقة “أرجل القردة” (Pattes des Singes). ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية تنموية متكاملة، بتمويل من الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT)، تبلغ قيمته 47 مليون درهم.

وقد تم خلال الاجتماع، الذي حضره ممثلو الشركة، ومكتب الدراسات المكلف، إلى جانب رؤساء الجماعات والقطاعات المعنية، تقديم عرض تقني مفصل يوضح الخطوط العريضة للمشروع، الذي يهدف أساسًا إلى جعل مضايق تودغى وجهة سياحية متميزة على الصعيدين الجهوي والوطني.

وينبني المشروع على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في الحفاظ على الموقع البيئي والطبيعي، تأمين المسارات والولوجيات السياحية، وتنشيط الفضاءات السياحية بشكل مستدام.

كما يندرج ضمن استراتيجية أوسع لتطوير السياحة الجبلية والبيئية وفق المعايير الدولية.

وعلاوة على ذلك، يشمل المشروع إعداد مخطط توجيهي للتأهيل يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة الجغرافية والطبيعية، بالإضافة إلى تنظيم استعمالات الأراضي وتحديد وظائف الفضاءات.

كما سيتم العمل على تحسين شبكات التنقل والربط، وتأهيل المسارات السياحية، فضلاً عن إنشاء فضاءات ترفيهية عائلية، وسوق تقليدية لعرض منتوجات الصناعة التقليدية والمجالية، وكذا أكشاك للمأكولات المحلية.

ومن بين أبرز مكونات المشروع المبتكرة، بناء منصة زجاجية معلقة تمنح الزوار تجربة بانورامية فريدة، إلى جانب تطوير أنشطة رياضية مغامراتية مثل القفز بالحبال والتزحلق عبر الحبال، مما يعزز من جاذبية الموقع، خاصة لدى فئة الشباب ومحبي المغامرة.

كما يتضمن المشروع برنامجًا خاصًا بـ الإضاءة الليلية للمضايق، بهدف توفير تجربة سياحية متكاملة على مدار الساعة.وفي هذا السياق، شدد عامل الإقليم على ضرورة التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين لضمان نجاح المشروع، داعيًا إلى التتبع المنتظم والحرص على احترام الآجال والمعايير.

كما أكد على أهمية إشراك الساكنة المحلية في مختلف مراحل الإنجاز، بما يضمن انسجام المشروع مع الهوية الثقافية للمنطقة وتطلعات أهلها.من جانبه، عبّر ممثل شركة SMIT عن التزام المؤسسة التام بمواكبة المشروع إلى حين تنفيذه، مبرزا أن هذه المبادرة تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لتأهيل وتثمين الوجهات السياحية الناشئة، بما يضمن تنمية متوازنة ومستدامة.

ويتوقع أن يُحدث المشروع دينامية اقتصادية محلية قوية، من خلال خلق فرص عمل، وتشجيع الاستثمار، ودعم أنشطة السياحة والخدمات والصناعة التقليدية، مما سينعكس إيجابًا على الوضع المعيشي للساكنة ومستوى التنمية بالمنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن أولى خطوات المشروع انطلقت منذ غشت 2024، حين تم فتح الأظرفة الخاصة بطلبات العروض المتعلقة بالدراسات التقنية والإشراف، بمقر الشركة المغربية للهندسة السياحية بالرباط.

وفي المجمل، يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مسار التنمية الترابية بإقليم تنغير، إذ يسهم في تثمين الرأسمال الطبيعي والثقافي للمنطقة، ويفتح آفاقا واسعة أمام السياحة البيئية والمغامراتية، التي تعرف إقبالا متزايدًا من طرف السياح المغاربة والأجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى