حزب الاتحاد الاشتراكي بتازة يعقد لقاءً تواصليًا حول مراجعة مدونة الأسرة

بدر العمراوي
في إطار الدينامية السياسية التي يشهدها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشأن مراجعة مدونة الأسرة، نظمت الكتابة الإقليمية للحزب بتازة، بتنسيق مع منظمة النساء الاتحاديات، لقاءً تواصليًا يوم الأحد 9 فبراير 2025 بمقر الحزب، بهدف هيكلة المكتب الإقليمي للنساء الاتحاديات، ومناقشة مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، وذلك تحت تأطير الأستاذة حنان رحاب، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات.
شهد اللقاء مشاركة شخصيات بارزة من الحزب والمجتمع المدني، من بينها خديجة الرباح، الناشطة الحقوقية، وفوزية الحريكة، الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات، ومليكة الشادلي، عضوة المنظمة، إلى جانب النائب البرلماني سعيد بعزيز، والكاتب الإقليمي للحزب يونس البحاري، وعضوات المنظمة بالإقليم، وعدد من مناضلي الحزب.
أدارت اللقاء خديجة أهمّة، منسقة “حركة من أجل ديمقراطية المناصفة”، حيث أكدت في كلمتها الافتتاحية أن هذا اللقاء يندرج في إطار انخراط الحزب في النقاش الوطني حول مراجعة مدونة الأسرة، موضحة أن الهدف من التعديلات هو تقوية مؤسسة الأسرة وملاءمتها مع التطورات الاجتماعية التي يشهدها المغرب، مع تصحيح المغالطات المنتشرة في الفضاء الرقمي.
في مداخلتها، أوضحت الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، حنان رحاب أن حزب الاتحاد الاشتراكي يولي أهمية كبيرة للنقاش العمومي حول مدونة الأسرة، حيث يحرص على توضيح موقفه من المقترحات التي قدمتها الهيئة المكلفة بالمراجعة، سواء تلك التي يرفضها أو التي يدعمها. وأشادت بالنهج التشاركي المعتمد في إعداد التعديلات، مؤكدة أن مواصلة الحوار والتفاعل مع هذه التعديلات أمر ضروري لتصحيح المغالطات السائدة.
وأكدت أن الحزب يعارض بعض المقترحات المطروحة، لا سيما ما يتعلق باستمرار الاستثناء في زواج القاصرات عند سن 17 عامًا، حيث يشدد الحزب على ضرورة تحديد سن الزواج في 18 عامًا، نظرًا للمخاطر التي تترتب عن الزواج المبكر، والتي تمس بحقوق الفتيات في التعليم والصحة والنمو السليم. كما دعت إلى تحديد سن الخطبة بحيث لا يقل عن 17 عامًا، وإلى إحداث صندوق وطني لتجميع النفقة، مع تحديد حد أدنى لها لضمان الحقوق المالية للأمهات والأطفال.
وتطرقت رحاب إلى مسألة الطلاق، حيث شددت على ضرورة أن تأخذ مسطرة الصلح وقتها الكافي، واقترحت أن تمتد إلى ما بين ستة وتسعة أشهر تحت إشراف مختصين اجتماعيين ونفسيين، من أجل ضمان إمكانية استمرار العلاقة الزوجية، خصوصًا في الحالات التي يكون فيها أطفال. كما عبرت عن رفض الحزب لإعفاء الطلاق الاتفاقي من مسطرة الصلح، معتبرة أن هذا الإجراء قد يؤثر سلبًا على استقرار الأسرة المغربية.
وأبدت استياءها من عدم اعتماد الخبرة الجينية (تحليل الحمض النووي DNA) لإثبات النسب، معتبرة أن هذا القرار يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال المولودين خارج إطار الزواج، داعية إلى إيجاد حلول قانونية أكثر إنصافًا لحماية حقوقهم.
في ختام اللقاء، أكدت حنان رحاب التزام حزب الاتحاد الاشتراكي بمواصلة تنظيم اللقاءات التواصلية والتأطيرية لتوضيح مستجدات مدونة الأسرة للمواطنين والمواطنات، وتسليط الضوء على حقوقهم وواجباتهم، وفق التوجيهات الملكية السامية.
على هامش اللقاء، تم تنظيم حفل تأبيني تكريمًا للراحلين عبد النبي بريول والواززنة الشادلي، حيث تم استحضار مسيرتهما النضالية داخل الحزب، وتم إلقاء كلمات مؤثرة في حقهما، تعبيرًا عن الامتنان لإسهاماتهما البارزة في النضال السياسي والاجتماعي.
وفي ختام أشغال اللقاء، تم انتخاب بشرى عراش كاتبة إقليمية لمنظمة النساء الاتحاديات بتازة، وهاجر خالفي نائبة لها، وذلك في إطار تعزيز الدور الريادي للمرأة داخل الحزب، ومواصلة العمل على قضاياها الحيوية في المجتمع المغربي.