
إذا كانت الشغيلة التعليمية تخوض معركة احتجاجية منذ بداية الموسم الدراسي الحالي بسبب النظام الأساسي الذي تقدمت به الحكومة ، و إذا كانت الحكومة سبق لها أن اقترحت تجميد هذا النظام كحل لتجاوز حالة الاحتقان الذي يعرفها قطاع التربية والتعليم ، فإن النظام الأساسي الخاص بموظفي التعليم العالي الذي ينتظره الموظفون بشغف لتحسين وضعيتهم المالية والاعتبارية لم ير النور أصلا و ظل مجمدا في ثلاجة الحكومة إلى إشعار آخر.
و المعلوم أن موظفي قطاع التعليم العالي من المفروض أن يتمتعوا بكامل الحقوق التي يتمتع بها زملاؤهم في قطاع التربية الوطنية ، لكن ما يتم تداوله من قوانين و أنظمة هي موضوع خلاف ما بين الحكومة و الشغيلة ، لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد و كأنهم يشتغلون في قطاع آخر غير قطاع التعليم.
حتى النظام الأساسي الذي تعكف عليه لجنة من وزارة التعليم العالي يتم صياغته بنوع من السرية التامة دون إشراك الفرقاء الاجتماعيين و يبدو أن الخوف كل الخوف أن يؤدي ذلك إلى اندلاع احتجاجات هذه الفئة مباشرة بعد طي الخلاف الحاصل بين الحكومة و الشغيلة التعليمية و من يمثلها.