
وافقت الحكومة الصهيونية المتطرفة فجر هذا اليوم بالتوقيت المحلي على اتفاق تبادل الأسرى والهدنة المؤقتة لمدة 6 ساعات في اليوم على مدار 4 أيام بشمال غزة، وتتوقف الأعمال العسكرية نهائيا بجنوب القطاع وهي مرحلة أولى يمكن اطالتها.
وخلال ساعات 6 التي يتوقف فيها الطيران الحربي والمسيرات وطائرات التجسس في كامل غزة، يتم تبادل 10 إلى 12 أسرى لدى حماس كل يوم تحدد قوائمهم بشكل مسبق. ويشمل عدد التبادلات 50 محتجزين 2 منهم امريكيتين، مقابل 150 فلسطيني وفلسطينية من الأشبال والنساء. على .قاعدة 1 إسرائيلي مقابل 3 فلسطينيين.
ويتوقع أن تعلن قطر رسميا عن هذا الاتفاق خلال الساعات القليلة القادمة. ثم يشرع مباشرة في تنفيذ بنودها، والتي من بينها أيضا إدخال مساعدات إنسانية من بينها الوقود.
وقد اعترض 3 من وزراء النتن ياهو، من بينهم وزير الأمن القومي، ووزير المالية.
ويعتبر بعض المحللين أن هذه الصفقة بداية نصر لكتائب القسام، في حين يحاول المحتل الإسرائيلي تمويه رأيه العام بأنه ينتصر لحياة المخطوفين. لكن الحقيقة في نظر هؤلاء المحللين أن تل أبيب فشلت في تحقيق الأهداف المسطرة للعدوان بعد أزيد من 45 يوما من حرب الابادة.
ويعود المحررون الفلسطينيون إلى غزة والضفة حسب رغبة المحرر ومكان تواجد عائلته.
وفي هذه اللحظة بالضبط على الساعة 03h35 بتوقيت غرينتش، أعلنت الخارجية القطرية بشكل رسمي عن إتمام الصفقة.
ويتوقع أن يزور بلينكن يوم الثلاثاء القادم بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار المؤقت.
ويلاحظ أن تصور الصفقة يعكس تشبت السنوار حسب تقارير إعلامية عربية وأجنبية متداولة منذ أيام بمواقفه سواء تعلق الأمر بعدد المفرج عنهم أو بكيفية تنزيل ذلك، وهو ما يترجم بقوة الموقف العسكري الميداني لحاملي الياسين 105.
وفي تقديري الشخصي للموقف العام، فإن كلفة الحرب بالنسبة للجانب الفلسطيني هي أعلى مما حصلت عليه المقاومة لحد الآن من مقابل. ولكن يبقى التقدير النهائي لمن هم تحت النار. ولا شك أن رأيي ورأي الكثيرين من المتتبعين نابع من عدم القدرة على مشاهدة المزيد من صور جرائم التقتيل الجماعي. مع أن هذا التقدير الشخصي نابع كذلك من تحليل موضوعي يتغلب على العواطف الذاتية، ويمكن تلخيصه في أن المشكل لا يكمن في التفاوض الذي كان جيدا، ولا في المقاومة التي لا زالت باسلة، وإنما في منطلق طوفان الأقصى الذي لم يكن توقيته مناسبا، إذ لم يضع صاحب القرار أو أصحابه، في عين الاعتبار، أنهم يتعاملون مع حكومة يمينية متطرفة، وأنها احرجت أمام الرأي العام الخاص والعام في وهمي الجيش الذي لا يقهر، وشعب الله المختار الذي ضرب في سبته المقدس، ضربة لا سابقة لها. وبالتالي، فإن انتقام العجرفة سيكون مبيدا. وعليه صار طوفان الأقصى طوفانا ناريا على غزة. ثم إن الهدنة 6 ساعات في اليوم × 4 أيام = 24 ساعة، أي يوم واحد مقابل 150 رهينة.
فعن سؤال من انتصر ومن انهزم في الاتفاق تحت الرعاية الثلاثية سيكون الجواب دمرت غزة حجرا وشجرا وإنسانا، والبقية تأتي عند استئناف الحرب بعد ست ساعات راحة للرقص البكائي.