رمزية الدولة – الأمة كمرتكز للتوجيه في الخطاب الملكي.

د.أحمد درداري

تنبثق حكمة وتبصر جلالة الملك كقائد للوطن من تلاحم الشعب المغربي مع العرش و من عقد البيعة بكل ثقة في شخص الملك، الشيء الذي جعل منه مؤسسة تقف وراء كل تطور وتقدم وتنمية للمغرب.
فالاجماع الوطني حول القضية الوطنية الاولى يعبر عنه بالاستفتاء المغربي المستمر في الزمن و المنبثق عن الاستفتاء الدستور الجامع انطلاقا من تضمين الثوابت الوطنية في الوثيقة الدستورية وتحصينها بجبهة داخلية وتعزيزها بخيار ديمقراطي قطع معها دابر المؤامرات و المتاجرة السياسية في الشؤون الداخلية للبلاد.
فالمغاربة كتبوا تاريخهم بمداد الملاحم والتضحيات و بملايين الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، مما جعل كتب المؤرخين تعج بأسمائهم وبطولاتهم، وتصدح بها ألسن الجغرافيين وتذكرهم شهادات قادة العرب والعجم. وهم اليوم قد تفتقت طاقاتهم في مجالات علمية و رياضية و اقتصادية … و ابانوا عن وعيهم باصطفافهم وراء قائدهم وعبروا عن قيمة وطنهم على اختلاف ثقافتهم في مختلف المحطات.
والدليل موجود في قول الحجاج بن يوسف الثقفي الذي وصف المغاربة بالعبارات الراقية والرائعة قائلا.. “المغاربة لا يَغُرّنَّك صبرهم ولا تستضعفْ قوتهم، فَهُم إن قاموا لنصرة رجلٍ، ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجلٍ، ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.”
تلكم هي الشخصية المغربية، الجادة و الجدية، لا تخذل من نصرها ولا ترد من استنصر بها.. وهي دائما وأبدا مع القضايا العادلة للأمة. فالحمد لله على نعمة الوطنية والغيرة والجدية والحمد لله الذي جعلنا مغاربة.
فلا خوف على وطن يركز قائده على الجدية في كل شيء.

Exit mobile version