” إيغود ” << رحلة زمنية و مواجهة بين الماضي والحاضر».

صفاء أحمد آغا

إستهل مهرجان المسرح وفنون الخشبة بأگادير أولى عروضه المبرمجة لدورته الثامنة بمسرحية محلية بعنوان ” إيغود ” وهي إشارة إلى موقع جبل إيغود الأثريي في المغرب، المعروف باعتباره من أقدم المواقع التي احتضنت آثاراً للإنسان العاقل ، و من هذا المنطلق، يطرح العمل سؤالاً تاريخياً ووجودياً: كيف نربط بين جذور الإنسان، وبين الحاضر الاجتماعي والثقافي؟
العمل هو من تشخيص :
حميد أشتوك
كبيرة البرداوز
حسن عليوي
خديجة أمنتاك
• تأليف : سفيان نعوم
• الترجمة: حسن سرحان
• الإخراج: رشيد لهزمير
• السينوغرافيا: هشام الذهبي
• الملابس: مليكة موض
• الموسيقى: هشام ماسين
• الإضاءة: خالد لكتيف
• المحافظة العامة: حسن حنيش
• إدارة الإنتاج: حسن ادنارور
• الإعلام والتواصل: منتصر إثري

المسرحية تتوفر على دعم مؤسسي من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وبشراكة مع جماعة أكادير، ما يُشير إلى مدى جديّة المشروع وتطلعه إلى الانتشار الوطني. 

المسرحية عبارة عن «رحلة زمنية» و«مواجهة بين الماضي والحاضر». 
لأن ” إيغود ” تستحضر كمكان رمزي، ليس فقط كموقع أثري، و كإشارة كذلك إلى جذور الإنسان ومدى ارتباطه بالهوية خصوصاً الهوية الأمازيغية. ومن هذا المنطلق، تحاول المسرحية وضع سؤال الهوية في مواجهة الواقع الحديث، وتسائل المسلّمات والموروثات. 
كما أن النص كذلك يستهدف أيضًا قضايا مثل الاستلاب الفكري، التهميش، التناقض بين قيم الماضي وقيم الحاضر، مع طرح فكري ساخر. 
حيث تجمع المسرحية بين الكوميديا السوداء، العبث، والفلسفة المسرحية .
يالإضافة إلى أن استخدام اللغة الأمازيغية في المسرحية يكتسب أهمية بالغة، لأنّه يعزّز حضور اللهجة الأمازيغية في فضاء العرض المسرحي، ويبيّن أنها قادرة على معالجة القضايا العميقة بعمق وجمالية.
كما تتميز المسرحية من حيث الشكل الفني بإستخدام سينوغرافيا وإضاءة وديكور مبتكرين، ما يُضفي بعدًا تجريبيًا على العمل. 
إيغود هي خطوة نوعية في مسار محترف أكادير»، وتأتي من ضمن إرادة لفتح تجارب مسرحية أكثر جُرأة وتجديدًا في المشهد الأمازيغي. 
بالإضافة لربطها الذكي بين التاريخ والهوية والمسرح، الشيء الذي جعل الموضوع أكثر عمقًا من مجرد عرض تقليدي إلى مساءلة فكرية ومسرحية. 

مسرحية «إيغود» تمثّل تجربة نوعية في مسرحنا المغربي، وبخاصة في الحقل الأمازيغي — من حيث الموضوع والمضمون، والشكل الفني. إنها لا تكتفي بعرض قصة أو نصاً، بل تشكّل منصة لمساءلة أسئلة كبيرة: من أنا؟ من نحن؟ كيف نقرأ التاريخ؟ ما علاقة الماضي بالحاضر؟ وما هو دور المسرح في ذلك؟

كما أنها تضع اللغة الأمازيغية في واجهة الإنتاج الفني الراهن، وتؤكد أن المسرح ليس ترفاً فنيًا فقط، بل يمكن أن يكون فضاءً للمراجعة الذاتية والجماعية. التجربة تتجه نحو توسيع فضائها، ووصولها لجماهير أوسع — وهو ما يجعلها تستحق المتابعة والتقويم في المرات المقبلة.

Exit mobile version