
أشارت تقارير طبية حديثة نشرتها مجلة “هايلبراكسيسنت” الألمانية إلى أن تناول الأطعمة الحارة قد يؤدي في بعض الحالات إلى خفقان القلب المفاجئ.
ويعلل الأطباء ذلك بوجود ارتباط بين تناول الكابسيسين، وهو المادة المسؤولة عن الطعم الحار في الفلفل الحار، وبين حدوث خفقان القلب المفاجئ، ويثير هذا الاكتشاف التساؤلات حول مدى تأثير الأطعمة الحارة على صحة القلب.
ورغم أن الدراسات السابقة ركزت على فوائد الكابسيسين لصحة القلب، مثل توسيع الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات، إلا أن المواد المثيرة لعدم انتظام ضربات القلب كانت حتى الآن تقتصر عادة على الكافيين أو الكحول.
وأوضحت المجلة الألمانية أن أطباء قد أبلغوا عن حالة رجل يبلغ 48 عاما، أصيب مرات عدة بخفقان القلب تجاوز 200 نبضة في الدقيقة، بعد نحو 30 دقيقة من تناول وجبات شديدة التوابل.
وقد استُبعدت جميع المسببات المعتادة مثل الكافيين والكحول والضغط النفسي، كما أن الفحوص القلبية الشاملة لم تُظهر أي مرض بنيوي في القلب، لكن التخطيط الكهربي القلبي كشف عن تسرع فوق بطيني بلغ 215 نبضة في الدقيقة، لم يتوقف بمناورات العصب المبهم، بل احتاج إلى تدخل دوائي سريع بمادة الأدينوزين.وقد تكرر هذا النمط في مناسبات عدة لاحقة بعد تناول أطعمة حارة جدا، وهو ما أكدته نتائج دفتر متابعة غذائي خاص بالمريض.
وتشير الدراسات السابقة على الحيوانات إلى إمكانية تسبب الكابسيسين في اضطرابات حادة بنظم القلب، ويُرجح أن يرجع السبب إلى تنشيط مستقبلات “TRPV1” التي تثير ألياف الألم وتؤثر عبر الجهاز العصبي اللاإرادي على ضغط الدم ونبض القلب، أو التأثير على قنوات “TRPV4” الموجودة في خلايا عضلة القلب، ما قد يؤثر في الإثارة الكهربائية للقلب، أو حتى تنشيط انعكاسي للجهاز العصبي الودي بما يسرع ضربات القلب.
وتطرح هذه الحالة تساؤلات حول دور العوامل الوراثية في جعل بعض الأفراد أكثر حساسية للكابسيسين، وتشير هذه النتائج إلى أن الكابسيسين قد يكون مفيدا لصحة القلب على المدى الطويل، لكنه قد يرفع خطر اضطرابات النظم مؤقتا لدى الأشخاص الحساسين، ولذلك ينبغي على الأطباء أخذ استهلاك الأطعمة الحارة في الاعتبار عند تقييم حالات خفقان القلب.
ويُنصح المرضى الذين لديهم تاريخ من التسرع فوق البطيني بمتابعة تغذيتهم عبر دفتر غذائي لتحديد أي ارتباط بين الطعام والأعراض المرضية، وفي حال تكررت نوبات الخفقان بعد تناول الأطعمة الحارة، يُفضل تقليل مستوى التوابل أو التوجه إلى خيارات أقل حدة، أما التحذير العام من الفلفل الحار أو الأطعمة الغنية بالكابسيسين فلا يبدو ضروريًا، لأن معظم الناس يستفيدون من خصائصه الصحية، مع اختلاف الاستجابة الفردية.