مرتيل.. سكان الأحياء الشعبية يطلقون نداء استغاثة بسبب الفوضى المرورية الصيفية

مع ارتفاع حرارة الصيف وازدياد كثافة الزوار، يجد سكان الأحياء الشعبية في مدينة مرتيل أنفسهم في مواجهة مشهد مروري خانق يتكرر يوميًا، وسط غياب شبه تام لأي تدخل من السلطات المختصة.

ففي كل صباح ومساء، تتحول شوارع مثل شارع تطوان قرب الثانوية، وشارع ابن سينا، وشارع طارق بن زياد، بالإضافة إلى أحياء الشبار والزاوية واحريق، إلى ما يشبه متاهة من السيارات العشوائية والضوضاء والاحتكاكات المتكررة بين السائقين.

السكان المحليون أعربوا عن غضبهم من هذا الوضع، ووجهوا نداءً عاجلاً إلى رئيس المجلس الجماعي لمرتيل وكل من يهمه الأمر، مطالبين بتدخل فوري ينقذ هذه الأحياء من “البلوكاج” اليومي الذي أصبح جزءاً من تفاصيلهم المعيشية خلال فصل الصيف.

ويؤكدون أن الفوضى لا تقتصر على مجرد ازدحام اعتيادي، بل تتعداه إلى ما هو أخطر، حيث تعرقل مرور سيارات الإسعاف والوقاية المدنية، وتشكل تهديدًا مباشراً لسلامة الأطفال والراجلين.أحد السكان يقول: “لا يُعقل أن يتم التركيز فقط على الكورنيش وميرامار، بينما تعيش الأحياء الداخلية في الفوضى.

نحن أيضاً مواطنون، ونستحق شوارع منظمة وآمنة”. وأشار إلى أن الوقوف العشوائي للسيارات، وغياب علامات المرور، وولوج الشاحنات الكبيرة في أوقات الذروة، كلها عوامل تسهم في تكريس هذا الواقع المزري، في ظل غياب أي رقابة فعلية أو تنظيم يراعي خصوصية هذه الأحياء.

النداء الذي أطلقه السكان يسلط الضوء على ما اعتبروه “تمييزاً غير مقبول” في تدبير الفضاءات الحضرية بالمدينة، حيث يتم الاعتناء بالواجهات السياحية بينما تُترك الأحياء الشعبية في الخلف.

وطالبوا بوضع حد لهذا التهميش، عبر تثبيت إشارات مرور واضحة، وتنظيم دخول الشاحنات، وتكثيف المراقبة وتطبيق القانون بحزم، مع إشراك أعوان النظام في تدبير السير بهذه المناطق بشكل دائم، وليس فقط خلال المناسبات أو الزيارات الرسمية.

ويختم أحد المتضررين بالقول: “مرتيل ليست فقط كورنيش وصور جميلة على الإنستغرام… إنها مدينة كاملة، يسكنها بشر يحتاجون إلى أبسط شروط العيش الكريم، وأولها طريق سالكة بلا فوضى”.

في ظل هذا الوضع، تبقى الكرة في ملعب المجلس الجماعي والسلطات الأمنية، في انتظار استجابة ملموسة توقف النزيف اليومي الذي تعيشه أحياء مرتيل الشعبية كل صيف.

Exit mobile version