
في تصريح مثير للجدل، خرج الأستاذ صبري الحو، المحامي بهيئة مكناس والخبير في القانون الدولي، عن صمته ليُدين بقوة الإهانة الصادرة عن قائد قيادة تاغزوت نأيت عطا، والتي وجّه فيها عبارة مهينة إلى مواطن طاعن في السن، خلال حضوره قافلة طبية بحثاً عن علاج.
واعتبر الحو أن نعت القائد للمواطن بكلمة “الحمار” لا يشكل فقط سبا علنيا، بل يعد “مسّا مباشرا بكرامة المواطنين، وإهانة جماعية لهم، وتنصلا مرفوضا من المسؤولية الإدارية والأخلاقية والقانونية”.
وطالب ذات المتحدث برد فعل عاجل وحازم من طرف السلطات العليا، وعلى رأسها عمالة تنغير، ولاية الراشيدية، ووزارة الداخلية، مؤكداً أن “أي تهاون أو تراخ في معاقبة هذا السلوك سيسيء إلى صورة الإدارة ويمس بثقة المواطن في مؤسسات الدولة، خاصة في وقت تتجه فيه البلاد نحو تكريس مفهوم الإدارة المواطنة”.
وفي السياق القانوني، شدد الحو على ضرورة تدخل النيابة العامة بالرباط، ومحكمة الاستئناف بورزازات، والمحكمة الابتدائية بتنغير، موضحا أن “الفعل الصادر عن القائد يندرج ضمن الإهانات والاحتقار التي يعاقب عليها القانون الجنائي، وقد بلغ علم النيابة العامة بما فيه الكفاية لتحريك المتابعة”.
كما نبه المحامي إلى المفارقة الصارخة في هذه الحالة، إذ أن الموظفين، بمن فيهم رجال السلطة، يتمتعون بحماية قانونية خاصة ضد الإهانة أثناء تأدية مهامهم، ما يجعل من المفترض فيهم الالتزام بأعلى درجات الرزانة وضبط النفس.
“فمن يستفيد من الامتياز القضائي، لا يجوز له أن يسقط في مخالفة أو جنحة دون أن يُحاسب فورا وبصرامة”، يضيف الحو.
وختم الأستاذ صبري الحو تصريحه بالتأكيد على أن تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، هو الكفيل بترسيخ الثقة في الإدارة وتعزيز قيم العدالة والمساواة، داعيا إلى محاسبة القائد موضوع القضية بما يليق بحجم الخطأ المرتكب، حماية لكرامة المواطن وتحصينا لصورة الإدارة.