في ندوة صحفية عُقدت يوم أمس الخميس بسلا، قدم مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، السيد الشرقاوي حبوب، تفاصيل جديدة حول الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخرًا في حد السوالم. أوضح السيد حبوب أن أعضاء هذه الخلية، المكونة من ثلاثة أشقاء، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تفجيرية تستهدف مقرات أمنية حساسة، بالإضافة إلى أحد الأسواق الممتازة ومحلات عمومية تستقبل الزبائن والأجانب. وقد قاموا بعمليات سرية لتصوير هذه المقرات من زوايا مختلفة، وتحديد منافذ ولوجها، ووضع رسوم تقريبية للمسارات المؤدية إليها.
أضاف السيد حبوب أن الأبحاث أظهرت أن أعضاء الخلية كانوا على ارتباط وثيق بأحد القياديين في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، الذي لعب دورًا مهمًا في تسريع عملية تجنيدهم واستقطابهم، من خلال إرسال إصدارات ومحتويات رقمية متطرفة تهدف إلى تحويلهم إلى “أشخاص منذورين للموت” يمكن الدفع بهم بسرعة لتنفيذ عمليات إرهابية. كما أشار إلى أن الدعاية السيبرانية التي انخرط فيها تنظيم “داعش” ساهمت في تسريع وتيرة التطرف لدى هذه الخلية، وإعدادهم لارتكاب مخططات إرهابية فردية على طريقة التنظيم، بما في ذلك تنفيذ عمليات قتل والتمثيل بالجثث باستخدام أساليب التعذيب، والمراهنة على عمليات التفجير لإحداث أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
من الناحية اللوجيستيكية، قام أعضاء الخلية باقتناء مواد كيميائية ومعدات للتلحيم، وسلع ثنائية الاستخدام يمكن تسخيرها لصناعة المتفجرات، مع تنويع مصادر الشراء لتفادي الشبهات. كما حرصوا على توفير العديد من الأسلحة البيضاء كبيرة الحجم، بهدف استخدامها في عمليات التصفية الجسدية والتمثيل بالجثث، مسترشدين بأشرطة فيديو توثق لعمليات إعدام نفذها تنظيم “داعش” في منطقة الساحل.
أبرز السيد حبوب أن الأبحاث أظهرت أن أعضاء الخلية كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” في منطقة الساحل بعد تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، مما يكشف أن التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر أصبحت تراهن على توفير “ظروف الإعاشة والإيواء” لجذب واستمالة المقاتلين وعائلاتهم من مختلف دول العالم.
في هذا السياق، نبه السيد حبوب إلى أن منطقة الساحل باتت تشكل مصدر تهديد حقيقي للمملكة المغربية، حيث أن أغلب المتطرفين الذين تم اعتقالهم منذ عام 2022 كانوا يخططون لتنفيذ مشاريع إرهابية في المغرب قبل الالتحاق بهذه المنطقة. وأشار إلى أن السلطات المغربية فككت أكثر من 40 خلية إرهابية على علاقة بفروع “القاعدة” أو “داعش” في الساحل الإفريقي، ورصدت منذ نهاية عام 2022 مغادرة 130 متطرفًا مغربيًا إلى ساحات “الجهاد” في الصومال والساحل، مما يبرز حجم التهديدات المرتبطة بهذه المنطقة على الأمن والاستقرار في المحيط الإقليمي.
في ختام الندوة، أكد السيد حبوب أن هذه العملية الأمنية الناجحة تعكس يقظة الأجهزة الأمنية المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية، والتزامها الثابت بحماية أمن الوطن والمواطنين من مخاطر التطرف والإرهاب.