سلبت طفولتهم فباعوا الماء واصلحوا الولاعات : معاناة أطفال غزة في ظل الحرب والحصار
لا توجد كلمات تجسد حجم معاناة أطفال غزة بصفة خاصة والمعاناة التي تعانيها غزة تحت وطأة الحرب والحصار بصفة عامة.
تعاني المدينة من نقص الغذاء والدواء، تعاني من انقطاع الكهرباء المستمر، تعاني من قصف بيوتها وهدم مدارسها. لكن اشد ما يدمي القلب هو معاناة اطفالها، الذين اجبروا على الضياع بين دمار حاضرهم وخوف مستقبلهم.
كان التعليم في غزة ركنا اساسيا من اركان الحياة، فقد كان علامة على التقدم والرقي. لكن الحرب قضت على هذا الحلم، فغلقت المدارس، وهدمت جدرانها، واذا لم تحول الى ملاذ للنازحين. فقدت فرص التعليم، ووجد الاطفال انفسهم مجبرين على مشاركة اهليهم معاناة البحث عن قوت اليوم.
فقدت لعبهم، وتحولت مدارسهم الى انقاض، وباتت معاناة أطفال غزة بين ركام الحرب وسوق العمل الذي لا يرحم. فوجد البعض منهم انفسهم مجبرين على بيع الماء في اكياس بلاستيكية مُبردة بالطاقة الشمسية، او تجارة السلع الاساسية مثل الشاي والسكر، او اصلاح الولاعات التي اصبحت سلعة نادرة بسبب الحصار.
لم تخصص هذه المهن للاطفال، لكن الحرب والحصار والفقر دفعوا بهم الى ممارستها ليوفروا للاسرة معيشتهم. كان الاطفال يصلحون الولاعات بمهارة لا تقل عن مهارة الكبار، ويبيعون الماء مبردا بتلك الاكياس البلاستيكية التي لا توفر الماء النقي لكنها توفر شعورا بالتبريد في حرارة الصيف.
ان معاناة اطفال غزة تستحق الانتباه والاهتمام. فأنهم تُقطع مستقبلهم، وتُسلَب طفولتهم، وتُحرم من حقهم في التعليم والعيش بكرامة. وان كان على العالم ان يتحمل مسؤولية انهاء هذا الصراع، فليعطي للطفولة في غزة حقها في الحياة الكريمة والحريه.
ان الظروف التي تعاني منها غزة تُنذر بكارثة انسانية، لا يمكن تجاهلها. فما يعانيه اطفال غزة يمثل انعكاسا لما تعانيها الانسانية كلها. يجبرنا ذلك على التساؤل عن مستقبل العالم وعن قدرتنا على الاستجابة للمعاناة وتحمل مسؤولية التغيير. فهل يمكن للعالم ان ينقذ اطفال غزة من ظلام الحرب والحصار ويعيد اليهم طفولتهم وأملتهم في مستقبل مشرق؟