كل سنة ونساء غزة لسن بخير..

بقلم: امينة اوسعيد

والعالم يحتفل بعيد المرأة اليوم ويهنئ نساءه المتألقات.. لابد أن نوجه البوصلة اتجاه نساء لا يعترف بهن هذا العالم نفسه بمنظماته الحقوقية وجمعياته وغيرها من الهيئات المغلفة بمعطف حقوق الإنسان.. لنطرح السؤال التالي: ماذا قدم هذا العالم لنساء غزة اللاتي يحتضرن تحت القصف؟. صراحة أنا لا أبحث عن إجابة فما يحدث على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الرنانة والتنديدات يكفي ليخجل العالم وجميع مكوناته أمام ما يحدث للغزاويات، اللاتي حملن جثت فلذات أكبادهم ودفن أزواجهن وودعن أباءهن وإخوتهن بالزغاريد.. ماذا يقول العالم اليوم الذي يحتفل بنساء من الدرجة الأولى نساء vip… وفي الوقت نفسه يدير ظهره لصرخات نساء عاجزات أمام تجبر كيان غاشم لا يفرق بين مدني وعسكري، بين رجل وامرأة ولا بين طفل ودميته … أم أن نساء غزة خارج التصنيف ولا يوجد يوم في أجندة العالم ليحتفل بهن..
التهنيئات التي يبعث بها العالم اليوم إلى كل امرأة لا يمكن أن تعزي نساء غزة ولا يمكنها أن ترسم البسمة على شفاههن التي ترتجف من البرد ولا يمكن أن تسكت صوت بطونهن وأمعائهن الفارغة.. تهنئات لا تصل إلى أسماعهن ولا يهتممن بها لأن أصوات الجرحى تصم آذهن، ولأن صراخ الأطفال الجياع تمزق نياط قلوبهن.. ولأن كل عيد يأتي يجدهن مشردات في الخيام.. فعن أي عيد تتحدثون وبأي يوم تحتفلون؟
كل أيام الغزاويات أصبحت مآتم ودموع وحزن على الإنسانية التي تغتصب أمام مرأى العالم.. ولا أحد يستطيع أن يكف عنهن هذا الأذى… لا أحد يستطيع أن يربث على كتفهن ويخبرهن بكل أسف أننا خذلنهن.. والشجاع فينا جبان ولا يستطيع أن يقف ويقول للعالم كفى..
هذا النفاق العالمي الذي يقوم على التميز بين نساء العالم وبين نساء غزة مقزز لدرجة الغثيان.. فقبل التخليد ليوم للاحتفال بالمرأة لابد من التفكير في يوم لإيقاظ الضمير الإنساني من سباته..وختاما كل عام ونساء غزة يأملن أن يكن بخير..

Exit mobile version