مطالب بضرورة التحرك العاجل لمحاربة الفوضى الرقمية والتشهير في خريبكة
عزيز أخواض
تعيش مدينة خريبكة هذه الأيام على وقع فوضى عارمة تجتاح منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك، حيث أصبحت الصفحات المجهولة تتناول أعراض الأشخاص بالتشهير والقذف العلني. هذه السلوكيات لا تستهدف فقط الأفراد العاديين، بل تطال كذلك مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، والسياسيين، مما يخلق توتراً كبيراً يهدد استقرار المجتمع المحلي وينذر بتفاقم المشكلات الأسرية والاجتماعية. إن هذا الانفلات الرقمي يعد تحدياً خطيراً يجب على الجهات الحكومية والأمنية التعاطي معه بجدية وفعالية.
فالقانون المغربي واضح في معاقبته لمثل هذه الأفعال، حيث تنص النصوص القانونية والفصول التنظيمية على عقوبات صارمة تجاه مرتكبي الجرائم الإلكترونية، خاصة تلك التي تمس بالشرف والكرامة. ومع ذلك، يبدو أن غياب التحرك الفوري والفعال من قبل الجهات المعنية يساهم في تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها. ومما يزيد الوضع تعقيداً، أن هناك شكايات قد قُدمت لدى النيابة العامة منذ أشهر ضد صفحات معروفة بأسمائها، إلا أن أصحابها لا يزالون خارج دائرة المحاسبة.
هذا التأخير في تطبيق القانون يبعث برسالة سلبية إلى المجتمع، ويعطي الانطباع بأن القانون لا يُفعل بالقدر الكافي لردع مثل هذه الجرائم، مما يؤدي إلى تفشي ثقافة الإفلات من العقاب.
في هذا السياق، يجب على وزارة العدل وكافة الأجهزة الأمنية أن تضع هذه القضية على رأس أولوياتها، وأن تعمل على تفعيل القانون بكل صرامة للحد من هذه الظاهرة. كما يتعين على السلطات المحلية تعزيز الرقابة الإلكترونية وتتبع مصادر هذه الصفحات المجهولة التي تعيث فساداً في المجتمع، وتقديم أصحابها للعدالة. إن المغرب، بفضل استثماراته الكبيرة في القطاع الأمني، يمتلك أجهزة أمنية من بين الأقوى في العالم، قادرة على مواجهة كافة التحديات الأمنية، سواء كانت في العالم الواقعي أو الرقمي.
وقد أثبتت هذه الأجهزة، عبر السنوات، قدرتها على التصدي للجرائم الإلكترونية ومكافحتها بفعالية تامة. ومن هنا، فإن الوقت قد حان لتفعيل هذه القدرات لمواجهة التهديد الرقمي الذي يواجه المجتمع المغربي. وفي الختام، يجب أن يدرك الجميع أن حرية التعبير،
رغم أهميتها، لا تعني الفوضى ولا تبرر الإساءة للآخرين. وعلى كل من تسول له نفسه استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض دنيئة أن يعلم أن القانون سيأخذ مجراه، وأن العدالة ستطبق بكل حزم لحماية المجتمع من آفة التشهير والتشهير الرقمي