“لا نريد بإضرابنا لي ذراع الدولة،كما يروج له دعاة الفتنة،لأننا ذراعها وحماتها،وبناة أسس اسقرارها واستمرارها”
نحن أساتذة وأستاذات مغاربة،نحن نبت هذا البلد ُ،نقف على ثغر الدفاع عن حضارته وتاريخه وثوابته،وتحصين هويته وعقيدته من خطر الزحف الحضاري الذي يلتهم الخصوصيات،ونبني الإنسان الذي هو أس وأساس كل مشروع تنموي وحضاري.
نحن من نضحي برغد العيش ودفء الأسرة ،ونقصد جبال أزيلال وبوادي تاونات ومناطق جبال الأطلس والمناطق الصحراوية ….،معرضين أنفسنا إلى شتى أنواع الأخطار،في غياب أبسط مقومات الحياة الكريمة،لننتشل الإنسان هناك من الفقر والجهل والتخلف،ونمكنه من حقه في التمدرس ،ونساعده على الترقي الاجتماعي.
نحن من يبني الإنسان فكريا ومهاريا وروحيا ،ونعده كي يكون صالحا لنفسه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء،وبمجهوداتنا وتضحياتنا الجسام استطاع بلدنا ،ولله الحمد،أن يؤمن كل الخدمات لأبناء الشعب،بفضل الأطر الكفأة التي تتوفر على كل التخصصات،والتي تملأ الآن كل الإدارات والمؤسسات.
نحن بإضرابنا واحتجاجنا لا نريد لي ذراع الدولة ،ولا نريد بها شرا،كما زعم أحد المنتسبين إلى السياسة،والمتسلقين كرسي الوزارة،إنما نريد لفت انتباه حكومة بلدنا إلى ضرورة القيام بواجبها تجاه قطاع حيوي،يكاد يصاب بالشلل ،من خلال الاهتمام برجاله ونسائه،الذين باتوا على أبواب الفقر،بسبب الغلاء والتضخم المالي،وعدم الاهتمام بأوضاعهم المادية والاعتبارية والمهنية.
ونؤكد،عكس خطاب المؤامرة و”التحراميت” الذي يجري على بعض الألسن المسمومة، نحن ذراع الدولة وحماتها،من خلال ما نرسخه في نفوس الناشئة من حب للوطن ورموزه،من أجل تحقيق الاستقرار والاستمرار لدلتنا العظيمة پقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله،وهذا ليس منا منا،بل واجب يمليه انتماؤنا لبلدنا الذي أحببناه حتى النخاع،ومستعدون أن نفديه بأرواحنا،وأن نتحدى كل الصعاب من أجله.
خرجنا لندق ناقوس الخطر الذي يتهدد المدرسة العمومية،التي تؤمن الدراسة والتعليم لأزيد من 82% من أبناء الشعب المغربي،من أجل تمكينها من برامج ومناهج ووسائل تعليمية تواكب التطور المتسارع الذي يعرفه العالم،وإحاطة رجال ونساء التعليم بالرعاية والاهتمام الذي يناسب تضحياتهم،ويخفف عنهم عبء صعوبات وإكراهات الظروف التي يعملون فيها،وهو ما من شأنه أن يحقق تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب الواحد،إذا أخذنا بعين الاعتبار الاهتمام الزائد الذي توليه الحكومة للمدرسة الخصوصية ،وما تعرفه هذه الأخيرة من تجويد في مرافقها وتحسين في برامجها وخدماتها.
الأستاذ كيمية العياشي