عزيز أخواض
انطلقت فعاليات الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة في ليلة من الألق والتألق، حيث شهدت المدينة الرائعة عرض أفلام مميزة ونقاشات ثرية تسلط الضوء على جماليات السينما الإفريقية ودورها في بناء الحوار الثقافي والتواصل الإبداعي.
تميز حفل الافتتاح بلحظات مؤثرة بفضل تكريم الفنان البارز محمد الخلفي، الذي قدم في حقه مراد العشابي شهادة قيمة، مكرماً بذلك دوره البارز في عالم الفن والسينما. وقد شكر الخلفي الجمهور على هذا التكريم، مؤكداً عمق التأثير الذي يحمله الفن والسينما في تشكيل الوعي ونقل القيم والثقافة. هذا التكريم يبرز التقدير والاعتراف بإسهامات الخلفي في تثقيف وتوجيه الجمهور نحو فن السينما وترسيخ قيمها الفنية في المجتمع.
رئيس المهرجان، الحبيب المالكي، أكد على أهمية السينما كمنبع للإلهام، مشيراً إلى تأثيرها الإيجابي على المجتمعات والثقافات، وتحدث عن الدور الذي لعبته السينما في تعزيز التلاحم والوحدة في المغرب خلال فترتي كأس العالم وكأس أفريقيا.
ومن جانبه، أكد مدير المهرجان عز الدين كريران على أهمية الحفاظ على الذاكرة السينمائية لإفريقيا، ودعا إلى إنشاء مكتبة سينمائية تكون محمية لهذا الإرث الثقافي الثمين.
تضمن برنامج المهرجان مجموعة من الفعاليات والورش التدريبية في مختلف جوانب صناعة السينما، بما في ذلك الإخراج، التصوير، المونتاج، إدارة الممثلين، وكتابة السيناريو، مما يسهم في تعزيز قدرات صانعي الأفلام في القارة الأفريقية وتطوير مهاراتهم.
وتعكس مشاركة المغرب في المهرجان بأفلامه الطويلة والقصيرة التزامه بدعم صناعة السينما المحلية وتعزيز تبادل الخبرات والتواصل مع صناع السينما من دول إفريقية أخرى.
ندوة “الجمالية في السينما الإفريقية” التي تم عقدها ضمن فعاليات المهرجان تسلط الضوء على جوانب جمالية السينما الإفريقية وتأثيرها على التركيب الثقافي والفني للقارة.
تأسيس المهرجان في عام 1977 يجعله أحد أقدم مهرجانات السينما في القارة الإفريقية، مما يعكس التزام المؤسسة المنظمة بتعزيز دور السينما كوسيلة فعالة للتواصل والتعبير الفني.
بهذه الجهود المبذولة، يظل المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة منبراً هاماً لتعزيز التفاهم والتواصل بين الثقافات وتعزيز دور السينما كوسيلة فعالة لنشر السلام والتفاهم في القارة الإفريقية وما وراءها.