الدار البيضاء تحتفي بالتاريخ الفني لفرقة تكدة

بقلم سمير السباعي
شهد فضاء مسرح محمد السادس بمدينة الدار البيضاء يومه الاثنين 17 يوليوز 2023 على الساعة السابعة مساء، افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي التراثي الذي تنظمه مجموعة تكدة للمسرح و الفنون الشعبية بدعم من وزارة الثقافة والشباب و التواصل المغربية.
و ذلك احتفاء بمسارها الفني الطويل الذي يصل إلى حدود خمسين سنة من العطاء. و قد حرصت هذه المجموعة الفنية خلال هذا اليوم على افتتاح هذه الأيام الثقافية من خلال تنظيم معرض توثيقي ضم مجموعة من الصور و الملصقات والآلات الموسيقية والقصاصات الصحفية و عددا من أدوات ديكورات المسرحي، بالإضافة إلى صور من مشاهد توثق لعدة عروض مسرحية قامت بها الفرقة على امتداد عقود طويلة من الزمن. وقد شكل هذا المعرض مناسبة ثقافية بالنسبة لعدد من الفاعلين الثقافيين و الفنانين و زوار مهتمين، الذين حرصوا على التواجد بنفس مكان العرض للوقوف على محطات مهمة من تاريخ فرقة تكدة، التي حاولت أن تقدم للجمهور باقة وثائقية متنوعة تنطق بسياقات تاريخية و أحداث و محطات لا تخص فقط فرق المجموعة الفنية المذكورة و إنما أيضا لها علاقة بالتوثيق لجانب كبير من الفعل المسرحي والغنائي الذي أنتجته الظاهرة الغيوانية ككل في زمن التأسيس والنشأة منذ ستينات القرن العشرين.
و قد حرص عبد الله توغشيت الفاعل المسرحي و عضو لجنة الاتصال في فرقة تكدة خلال تصريح حصري للإخبارية على التأكيد بأن هذا المعرض يحمل دلالة توثيقية لمسار مجموعة فنية رائدة في مشهدنا الثقافي المغربي ككل، بما ينطق به من عمق تاريخي استمد جذوره الأولى من الممارسة المسرحية المبكرة لرواد و مؤسسي تكدة.
وقد شدد توغشيت في نفس كلمته على أن قيمة هذا الأرشيف الفني ستتجلى أكثر حينما يصبح مادة مصدرية يحرص من خلالها هذا الباحث الأكاديمي أو ذاك على استنطاقها، للوصول إلى فهم أعمق لجانب مهم من تاريخنا الثقافي بشكل عام.
وقد عبر أحمد دخوش الروداني عميد مجموعة تكدة بدوره في كلمة مفتوحة له أمام وسائل الإعلام الحاضرة لتغطية هذا الحدث، أن دعم القطاع الوصي على القطاع في بلادنا ممثلا في وزارة الثقافة والشباب و التواصل كان عاملا مهما في تنظيم هذا الاسبوع الثقافي الذي يحتفي بالذاكرة الفنية والمسرحية للفرقة.
مؤكدا في نفس الإطار أن هذا المعرض التوثيقي هو اختزال لتجربة فنية خاصة بالفرقة و تعريف في نفس الآن، بأهم محطاتها منذ الإرهاصات الأولى لنشأة ظاهرة تكدة على خشبة مسرح دار الشباب بالحي المحمدي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة خلال فترة الستينات.
مشيرا أيضا إلى الدلالة و الرمزية التي يكتسيها عرض صور و مشاهد مسرحية و غنائية شارك فيها مجموعة من الفنانين الذين رحلوا إلى دار البقاء، بما يمثله ذلك من اعتراف بالمجهود الفني لما سماهم بأعمدة تكدة.
أما الفنان و الممثل حميد مورشيد فقد أشار إلى أن جمالية هذا المعرض تبرز في قدرته على تقديم تطور عام لتاريخ المجموعة ككل عبر مختلف المواقف والسياقات. في المقابل اتجهت كلمة الإعلامي و عضو لجنة الاتصال في نفس الفرقة أحمد دخوش، لمطالبة الباحثين والفاعلين المهتمين غلى الانفتاح بشكل عاجل وحقيقي على هذا التراث الوثائقي لمجموعة تكدة من أجل جعله أرضية يمكن البناء عليها، لإنجاز أبحاث علمية رصينة تهدف إلى وضع نشأة و تطور الظاهرة الغيوانية ككل في سياق موضوعي لا ينتصر إلا للحقيقة التاريخية.
للإشارة فالمعرض سيظل مفتوحا في وجه عموم الزوار والمهتمين طيلة هذا الأسبوع بنفس فضاء مسرح السادس بالدار البيضاء.

Exit mobile version