أحداث الفنيدق : في حوار مجموعتنا الإعلامية “صفروبريس” مع عزيز رباح، علق على أحداث مدينة الفنيدق، يوم 15 شتنبر الجاري، حيث انساق عدد من الشباب والمراهقين والأطفال خلف دعوات الهجرة الجماعية نحو سبتة المحتلة.
وقال رباح، وهو وزير سابق، ورئيس سابق لجماعة القنيطرة، ورئيس حالي لجمعية المبادرة الوطن أولا ودائما، (قال) أنه لا شك في أن جزءا من أبناء الوطن يريدون أن يهاجروا، وبعضهم لا يريد أن يهاجر لأن ظروفه صعبة، فمنهم أطباء ومهندسين… يودون البحث عن آفاق يعتقدون أنها أفضل بكثير من تلك المتواجدة هنا، وليس البحث مقتصر فقط على الجانب المادي، وإنما المعنوي أيضا، أي البحث عن تقدير واحترام الكفاءات. وأيضا توجد جوانب اجتماعية وثقافية تتحكم في قرار الهجرة.
لكن، يستدرك محدثنا، هناك أيضا هجرة يصطلح عليها بالهجرة المفروضة على كثير من الناس الذين لم يجدوا هنا ظروف الكرامة كما يجب، فـ4.3 مليون شاب لا يدرسون ولا يشتغلون، وطبعا هؤلاء ينتظرون أي فرصة لجني بعض المال والعيش براحة ليستغلوها، حتى لو كانت حراما، حسبه.
وهنا، حمل رباح، المسؤولين مسؤولية ما وقع ويقع، كما أكد أنه هو الآخر يتحمل المسؤولية لأنه كان مدبرا في وقت من الأوقات، لذا دعا إلى نهضة يتحمل فيها الجميع مسؤوليته، انطلاقا من الدولة ومؤسساتها، من التعليم والصحة والتشغيل… الخ
ومن الأولويات، يضيف، التي يجب أن نشتغل عليها حاليا هي هذا الكنز البشري، أي الشباب المغربي، حيث يجب القيام بنهضة شبابية، وبرنامج استعجالي يتم من خلاله إقناع الشباب قبل فوات الأوان بالتراجع عن أفكار الهجرة غير الشرعية.
وما يحز في النفس، وفق المتحدث نفسه، هو أن 78% من أولئك الشباب لا يعلمون بوجود برامج فرصة انطلاقة وغيرها من البرامج، وكذا التكوين، “لذا خاص نوضوا نتعاهدوا مع بعضياتنا ونتحملوا مسؤوليتنا مع الله”، يتابع.
وركز محدثنا على ضرورة بناء جيل المستقبل، حيث يجب أن تعطى لهذا الموضوع عناية كبيرة، أكثر من موضوع الماء وأكثر من كأس العالم، وأكثر من الاستثمار…
“وأنا لا أستبعد وجود مؤامرة تقوم على خلق حملات الهجرة الجماعية، ووجود شبكة وراء ذلك، فثمة من يريد تشويه صورة المغرب، وثمة حسابات بين بعض التيارات، وأعتقد أن الدولة متنبهة لذلك، وأتمنى أن تقوم الدولة بواجبها تجاه ذلك”، يخلص.