وطني وإن جار علي عزيز ..

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين.

يدرك بعض خصوم بلادنا أو من نصبوا أنفسهم أعداء لمصالحه واستقراره، أن التاريخ سجل لهم بمداد النذالة و الندامة كيف تنوعت طرقهم و تكثفت جهودهم و تظافرت تنسيقاتهم من أجل الإطاحة بالملكية بالمغرب .
وبعد أن أدرك هؤلاء و الموالون لهم بالداخل والخارج أن الملكية و الحكم الملكي بمذهبه المالكي متجذرون في تربة المغرب التي لا تقبل غير أصولها .لم يتملكهم اليأس ، وانتقلوا من مخططات الإسقاط الى الزعزعة ، و لم يفرقوا فيها بين ضرب مصالح المغرب الإقتصادية ،ولا تشويه صورته دوليا عبر تعرية وقائع معزولة و تحويلها إلى “مانشيتات” لمغرب اليوم .
بين الفينة و الأخرى تظهر اسماء ووجوه تبدو للمتتبع أنها حالات معزولة ،لكنها في عمقها تدخل ضمن تلك المخططات التي تتحرك عموديا و أفقيا .
وأقبح أشكال هذا الاستهداف ،هو تدويل الملفات ، ونقصد بالتدويل حرص هؤلاء على التعاون مع جهات أجنبية للضغط على دولتنا كشكل من اشكال الإستقواء بالغير .
او من يطلبون تدخل جهات أجنبية للضغط على الدولة ضمن إطارات مختلفة لعل أكثرها إبتزازا ملف حقوق الإنسان والذي تحول فيه سجناء الحق العام الى سجناء رأي وحرية تعبير .
إن من ينصبون أنفسهم أعداء للمغرب من داخله هم مغاربة يقدمون انفسهم كضحية ، لكن في طريقة كلامهم و “مانشطات” خرجاتهم الإعلامية يبدو جليا انهم وقعوا في فخ توظيف ملفاتهم عن قصد او بدونه لصالح جهات معادية للمغرب و لوحدته الترابية .
فعندما ترفع لافتات باللغة الأجنبية في مظاهرات وطنية تخص قضايا محلية ،يطرح السؤال عن من المخاطب ؟
وعندما تصر مظاهرات على رفع رايات البلاد وصور الملك ،تصر أخرى على حضر رفع الاعلام الوطنية بخلفية ان الوطن الذي لا يحقق مصلحة معينة لا يستحق الإنتساب إليه .
وطبعا رفع الأعلام الوطنية في المظاهرات ليست ضرورة ولا داعي لها في كثير من الحالات ،لكن حضرها ومنعها هو الذي يثير الشبهات!!!
وتتجه المخططات المعادية للمغرب الى اصطياد مغاربة لهم مشكلة مع الإدارة ،او لحقهم حيف معزول بسبب الشطط في استعمال السلطة ،او استغلال النفوذ او صدور أحكام قضائية قد لا تكون على هواهم او ضامنة لحقوقهم .
في كل العالم ليس هناك وطن خال من الإنزلاقات و التجاوزات ،ولذلك خلقت المحاكم و خلقت مؤسسات للإنصاف ،و تضمين التشريعات حقوق التظاهر و الإحتجاج …
لكن قليلا من المغاربة الذين لحقهم الحيف يتوجهون إلى تدويل قضيتهم ، ويقدمون على سلوكات ظاهرها الإحتجاج وباطنها إملاءات من مخابرات معادية للوطن ،
ولنا في ذلك نماذج ،كإقدام بعض الاشخاص على حرق جواز سفرهم المغربي امام الكاميرات ، او حرق العلم الوطني ،او التطاول على شخص الملك ، او تسجيل فيديوهات ببدلة رسمية للهيئات العسكرية أو القضائية ….
وعندما تنتهي مهمتهم في تشويه صورة المغرب ،لا تجدهم يحققون مطالبهم الأصلية و يتحولون الى معارضين للنظام. ويلقون حتفهم على يد من سخرهم ضد بلادهم ليتحول موتهم الى إتهام للوطن بالتصفية الجسدية لمعارضيه .
لقد فشلت كل المخططات في مساعيها للمس بوحدة و تماسك المجتمع ،و قدسية المؤسسات و التشريعات ،رغم بعض الإحراج الذي تسببه بعض الملفات في إطار التشويش على بعض علاقات المغربية الدولية .
في المحصلة ، إن مواطنا من أبناء الشعب إذا لم يكن حريصا على سيادة وطنه و إستقلالية قراراته ،فإنه لن يستطيع العيش فيه وهو سيد نفسه ،لأنه كلما استعان بسيد غير وطنه فقد سيادته عن نفسه اولا ،وعن مواطنته ووطنيته ثانيا .
وسيكون مفيدا لمستقبل المغرب الضرب بيد من حديد على كل من يجعل من الإستقواء بالغير ،والتشهير بالوطن وسيلة للضغط من اجل ملف يخصه ،او ينصب نفسه مدافعا عن المغاربة كافة بنشر التظليل و الاباطيل .
لكن قبل ذلك وجب نشر العدل و الإنصاف بالبلاد حتى لا يجد ضعفاء النفوس انفسهم مجرد “ماريونيت”و “كراكيز” في يد اعداء الوطن .
ويبقى وطني ولو جار علي عزيز ، ولا خير في إمرء لم يقدس وطنه ورموزه ، فأنت تموت مظلوما في وطنك خير من ان تعيش عيشة البهائم بحرية مزيفة خارج وطنك .
فهل تعتبرون ؟

Exit mobile version