صفاء أحمد آغا
تودا شابة مغربية تعيش في قرية نائية بين الجبال حلمها أن تصبح من كبار شيخات العيطة في المغرب أمثال الفنانة خديجة البيضاوية و الفنانة فاطنة بنت الحسين وغيرهم العديد .
حلم رافقها منذ طفولتها دون أن تعرف خبايا هذا العالم للتتفاجأ وهي في أولى تجاريبها الغنائية في منطقتها النائية بتعرضها للإغتصاب من طرف ثلة من الرجال السكرانين اللذين أحيتهم لهم الحفل دون رحمة نجم عنه طفل من ذوي الهمم فئة الصم .
من هنا تبدأ قصة الكل يحب تودا التي لم تستلم و أكملت في البحث عن تحقيق حلمها وذلك بالإنتقال بين الأعراس و الحانات الشعبية ضمن فرق مختلفة بحثا عن فرصة لإثبات موهبتها ، التي تعمل بجهد على صقلها من خلال التداريب على الأداء الصوتي مع المزج بالرقص و حفظ الموازين الموسيقية والأغاني التراثية الخاصة بفن العيطة عبر السماع لها عن طريق الأشرطة لأنها تجهل القراءة والكتابة ولكن عزمها على تحقيق هدفها كان أكبر من العراقيل التي واجهتها كتضييق صاحبات الفرق المشاركة لها في تقديم الفقرات الشعبية لغيرتهن منها ، و كذلك مطاردة الرجال لها عامة لمعرفتها بمهنتها و زبائن الحانات خاصة كطمع في جسدها التي كانت ترفضه إيمانا منها أنها تقدم رسالة فنية وليست لتتنازل وتقدم شيء
آخر .
الشيء الذي جعلها تقرر السفر سعيا منها لتحقيق طموحها الأكبر وهو الغناء في كبريات القاعات بالدار البيضاء لتتفاجأ بأن الأمر ليس بهذه السهولة ، وتبتدأ برحلة جديدة بالغناء بالملاهي الليلية وتجد نفسها في مواجهة مضايقات زميلاتها و زبائن الملهى لكن بعزم كبير تحاول تجاوز ما تتعرض له لتجد وسط هذه المعاناة أحد قدماء أعضاء فرقة الملهى مومنا بموهبتها لتشتغل ليل نهار لتأمين مصاريف مدرسة إبنها الخاصة لذوي الهمم والعثور على بيت يأويها هي و إبنها حتى تستطيع المجيء به للعيش معها وتكملة درسته وتحقيق طموحه بأن يكون مهندسا إلى أن ماهو متوقع وتتشاجر مع صاحب الملهى و تترك الشغل و تجلس في غرفتها في الفندق الذي تقيم فيه منذ وصوله الدار البيضاء ، كل هذه الأحداث لم تفقدها الأمل وظلت تتدرب على سماع المواويل وإعادة غنائها والرقص عليها.
إلى أن تلتقي صدفة مع زميلها العازف في الملهى الليلي ويخبرها بأنها عرض عليه المشاركة في أحد القاعات الكبرى و يريد أن تكون معه كديو متناغمين لتقديم السهرة ، هنا ترى بقعة الضوء التي ستقودها لتحقيق حلمها وتبدأ بالتداريب مرة أخرى مع زميلها تحضيرا لحفلة الحلم أمام الجمهور الراقي العريض .
وصل الموعد المنتظر لتذهب بكامل أناقتها ، تصل على القاعة وهي مبهورة مع شعور مختلط بالفرح والخوف والشغف لتقديم الأفضل لحمهورها ما إن تم تقديمها لصعود للمسرح نست كل ماتحس به من توثر وبدأت بالغناء الذي أهلب الأجواء حيث تفاعلا مع الحضور بشغف كبير ووسط تقديم وصلتها الغنائية حتى صعد أحد الزبائن الأثرياء وقام بطلب نفس ما طلبه زبون القرى النائية مرورا بزبون الملاهي الليلية وصولا لكبرى القاعات الراقية بالدار البيضاء مدينة الشغف والحلم للعديد من الطموحين في مختلف المجالات .
تدق ساعة الصفر لدى تودا بعد سماعها نفس القصة من الزبون الراقي لتقرر بنفس اللحظة مغادرة المسرح و عدم أخد أي ردة فعل عنيفة ضد ه مقارنة بالسابقين وتكتفي بالرحيل أثناء ذروة السهرة مع تعابير وجهها المختلطة بالوجع والضحك رغم إلتحاق المنظمين بها للعودة إلى مسرح لتكملة وصلتها عكس مدراء المحلات السابقة ، لتتعرف في قرارة نفسها أن ” الكل يحب تودا ” من جميع الفئات الطبقية لأنها قررت إحترف مهنة لازال ينظر إليها أنها مرتبطة ببيع الجسد .