لقاء إعلامي بالدار البيضاء لمناقشة الاحتفاء بالتاريخ الفني لمجموعة تكدة

بقلم سمير السباعي
شهد مقر المديرية الجهوية للشباب والثقافة والتواصل لجهة الدار البيضاء سطات يومه الجمعة 14يوليوز 2023 على الساعة الخامسة زوالا، عقد ندوة صحفية من طرف مجموعة تكدة للمسرح والفنون الشعبية و ذلك لبسط الخطوط العريضة للأسبوع الثقافي التراثي المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 17 و 24 يوليوز بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، تحت شعار “تمغربيت” بدعم من الوزارة الوصية على القطاع كاحتفاء بالتجربة الفنية لهذه الفرقة المغربية، و التي وصلت لحد الآن خمسين سنة من العطاء عبر ألوان فنية متعددة كالمسرح والغناء والتمثيل التلفزي و الكتابة الدرامية.
وقد كان هذا اللقاء الإعلامي الذي تم تأطير مداخلاته من طرف المسرحي والإعلامي الأستاذ عبد الله لوغشيت، فرصة حقيقية ليس فقط لاكتشاف أهم معالم برنامج الاحتفاء المزمع تنظيمه الأسبوع المقبل، وإنما أيضا لتسليط الضوء على جوانب مهمة من الزخم الفني والتعبيري و الفرجوي الذي ينطق به مسار تاريخي طويل من الأعمال الفنية المتواصلة لفرقة تكدة.
ضمن هذا السياق أكد عميد وقيدوم هذه المجموعة الفنية المغربية أحمد دخوش الروداني على أن تنظيم الاسبوع الثقافي التراثي للفرقة، هو في الحقيقة احتفاء بتجربة مسار مسرحي وغنائي وفني لتجربة أخذت على عاتقها منذ تأسيسها في سنة 1972 إلى الآن أن تنتج أعمالا فنية مغربية في عمقها وفي أدوات اشتغالها و في رسائلها الفرجوية، بعدما منحت المدرسة المسرحية الرائدة للراحل الطيب الصديقي الجيل المؤسس لفرقة تكدة، امتلاك القواعد المتينة للعمل الفني على خشبة أبي الفنون، ضمن سياق طبعه نشأة المجموعات الغنائية مع انطلاق الظاهرة الغيوانية.
في نفس الآن اعتبر الروداني أن برنامج الأسبوع الاحتفالي المقبل سيكون حافلا ومتنوعا، من خلال برمجة عدد من العروض المسرحية والموسيقية و الفكرية والتوثيقية التي تحاول أن تقدم طبقا متنوعا ينطق بقيمة التراث الفني لتكدة خصوصا أن عددا من فضاءات العرض داخل تراب مقاطعات مدينة الدار البيضاء، ستحتضن هذه اللقاءات الفنية للمجموعة مع الجمهور حيث ستكون مدعومة في ذلك بمشاركة عدد من الفرق الغنائية الشعبية المغربية.
كانت هذه الندوة الصحفية مناسبة أيضا للوقوف على عدد من المداخلات التي ذهبت جلها في تثمين مبادرة الاحتفاء بتراث تكدة، حيث أكد السيد عبد الله لوغشيت مسير اللقاء أن تنظيم هذه التظاهرة هو في واقع الأمر احتفاء بجانب مهم من تاريخنا الفني المغربي وموروثنا الثقافي و بظاهرة المجموعات الغنائية الغيوانية، التي برزت على الساحة الفنية المغربية منذ عقود طويلة، معتبرا في نفس الوقت أن القيمة الفنية والقوة التدبيرية ثم الكفاءة العالية للقيدوم أحمد الروداني، هي شروط موضوعية صنعت استمرارية تجربة تكدة إلى الآن. بشكل يتقاطع مع أحد تصريحات الفنان خالد فضلي عضو فرقة تكدة وضابط إيقاعها الموسيقي، حينما أشار إلى قوة تأطير الروداني ومشاركته في توجيه أعضاء المجموعة خاصة على مستوى الأداء الجيد والسليم لبعض المقاطع الغنائية باللغة الأمازيغية هو عامل مهم في نجاح تدريبات الفرقة التي أكدت أغلب الشهادات داخل هذه الندوة أن حس العمل الجماعي و التعاوني بين أعضاءها هو عنصر نجاح ثابت لهذه التجربة ضمن هذا المسار الطويل من العطاء.
تميزت هذه الندوة الصحفية أيضا بفتح نقاش بين أعضاء فرقة تكدة وبين عدد من الأسماء الإعلامية و الفنية، انصب أساسا في اتجاه مناقشة الأبعاد المعرفية والدلالات التاريخية و الرهانات الفنية لهذه اللحظة الاحتفالية بتراث تكدة، مثل ما اعتبره المسرحي نجاح التامي من أن نجاح الفرقة هو نتيجة لارتباط أعضاءها بالتراث و الموروث الشعبي خاصة محكيات فن الحلقة ببلادنا، و أيضا ما شدد عليه لوغشيت من أن إنتاج النصوص المسرحية داخل مجموعة تكدة يطبعه خيط ناظم يبني نسقه من استلهام تاريخ الإنتاج الفني والتراثي و الشعبي للمجموعة مع انفتاح في نفس الآن على التقنيات الجديدة للعرض المسرحي التي فرضها منطق التطور الرقمي.
أما المسرحي والإعلامي أحمد طنيش انطلق في مداخلة له من قاعدة معرفية أساسها أن الأشكال الثقافية تظل قادرة على الاستمرار رغم تفاوت التطور اللغوي في هذه الثقافة أو تلك، بدليل أن تجربة تكدة كانت تعمل حسب شهادته على البحث في الحفريات العميقة للفرجة ما قبل مسرحية في المغرب، من أجل إنتاج أعمال فنية عميقة بل وتلقين هذا التراث لمجموعة من الشباب المغاربة. للإشارة فهذا اللقاء الصحفي عرف في بدايته تلاوة الفاتحة من الذكر الحكيم ترحما على أرواح عدد من الأسماء الفنية لفرقة تكدة والتي رحلت إلى دار البقاء، بعد تركت بصمات واضحة في مسار المجموعة ككل.
ويبقى الجمهور البيضاوي خاصة والمغربي عامة على موعد بداية الأسبوع المقبل بمسرح محمد السادس بالعاصمة الاقتصادية للبلاد، على الساعة الرابعة زوالا مع انطلاق هذه الأسبوع الاحتفالي بالذاكرة الفنية التراثية لفرقة تكدة من خلال تنظيم معرض توثيقي يؤرخ لأهم محطات هذه المجموعة الفنية المغربية.

Exit mobile version