تضامن زلزال الحوز ملحمة من بين الملاحم الكبرى التي يخوضها الملك والشعب

playstore

يؤكد زلزال الحوز على عراقة الشعب المغربي و صلابة ارادة الامة المغربية، و قد ابانت كارثة زلزال الحوز عن ما يختزنه الشعب المغربي من قيم التآزر والتواد والسخاء التي لا تتوفر بالدرجة التي ظهرت به الا لدى الشعب المغربي الذي يتوارث درس التضحية و مساعدة الاخرين خصوصا في الشدائد ، و أيضا تخلي الفرد عن مصلحته الشخصية في فترة الازمة التي قد تحل بالاسرة او المجتمع، والمبادرة بالتضامن للتنفيس عن المتأزمين بدلا من تركهم غارقين في الصعوبات، والمجتمع يختزن الكثير من مظاهر التضامن سواء في الافراح او في الاخران.
وما يختزنه الشعب المغربي من قيم التضامن يكرس نموذجا مغربيا يؤكد سر نجاح الملاحم والبطولات الوطنية، و يمكن للباحثين عن طريق دراسات معمقة ان يكشفوا عنها وتتحول هذه المبادئ المثلى الى رأسمال لامادي محاط بميثاق الشرف لدى كل المغاربة، ونقلها عبر العالم بهدف تغيير معنى الحياة المادية وتغيير معها بعض العقليات المتصلبة و تلك التي ترى في محنة الاخرين فرجة، او تحس بالمتعة مثل الاغنياء الاغبياء البخلاء.
لقد حرك زلزال الحوز الخزان الوطني الممتلئ بقيم التضامن والتضحية بدءا من مبادرة جلالة الملك الى المواطن البسيط الذي يعبر عن تضامنه بما يملك ولو كان به خصاصا، كما ان شيوع الخير والتضامن بين الشعب المغربي و باقي الشعوب من كل القارات متجاوزا معايير الدين او اللغة او القومية او المذاهب السياسية، الشيء الذي يعكس قيم التعايش والتسامح والانفتاح التي تميز الشعب المغربي، اضافة الى خاصية الكرم التي تعتبر عمود التعارف بين الشعوب والقبائل، وتقديم الدعم والمساعدة لكل من سقط في طريقه صدفة سواء كان اجنبيا او مواطنا، ذلك ان المغاربة لا يتراجعون عند طلب المساعدة.
و تجدر الاشارة الى ان قيم الامن والسلام والامان التي يحس بها المواطنين والاجانب، والاسهام المغربي في حماية الارواح وتقديم الخدمات الصحية والانسانية في المناطق التي تعرف نزاعات هي سر من اسرار قيم الانفتاح و التسامح والتعايش بين الاديان والثقافات والحضارات، وبسط الاحترام المتبادل والتعاون بين الشعوب اساسه العقيدة السمحة والقيم الانسانية السامية، التي ثمارها غالية الثمن في اسواق المحن و الازمات.
فالدول والمنظمات والجمعيات والافراد من مختلف انحاء العالم يعرضون المساعدات لعدة اسباب منها ما ذكر سلفا، ومنها ما يربط الدول فيما بينها كالاتفاقيات الدولية والشراكات الاستراتيجية و الاقتصادية و غيرها.
وبالعودة الى تضحيات المواطنين المغاربة فلا حصر لها ولا مثيل لها وكلها نابعة من الارادة المنفردة والاحساس بالسعادة في التضامن والقيام بالواجب المادي المعنوي تجاه الاخوان المتضررين من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز.
ولن يقف التضامن حتى يجتاز المتضررون المحنة، حيث ان الشعب الذي يتنفس التضامن لا يمكنه الوقوف حتى تنتهي آثار الصدمة و يستعيد الناجين جزء من سعادتهم، اضافة الى ان الشعب الذي ملكه محمد السادس الانسان الذي ذاعت شعبيته بين شعوب افريقيا وعبر العالم، اضافة الى منهجية الدولة لديه، و القائمة على الانصات للمواطنين والتفاعل مع همومهم والتكفل بالضحايا عند الحوادث و زيارة المصابين في زلزال الحوز، و الافتخار بالذين يخلقون الحدث في مختلف التظاهرات، او المبدعين والمبتكرين وتقديم التهاني والتعازي…. كلها تدل على ان الشعب المغربي يقوده ملك الانسانية بدون منازع.

الدكتور احمد درداري
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

playstore
زر الذهاب إلى الأعلى