الميمات عشق شباب اليوم…
أمينة اوسعيد
تجرد قلمي اليوم من عباءة حيائه وقرر أن يكتب حول
موضوع من نوع خاص أو أقل ما يمكن القول عنه أنه موضوع شائك لا يطرح على طاولة النقاش عادة لكن في الكواليس تحاك حوله العديد من القصص والمغامرات ويشكل مادة دسمة لدى العديدين سواء كانوا نساء ً أو رجالا دون استثناء حتى لا أبدو أكثر تحيزا لبنات حواء..
أصبح الكثير من الشباب يفضلون نسج علاقات مع نساء يكبرنهم سنا ويميلون إلى عشق وأتحفظ على كلمة عشق لأن العشق هو مرتبة أعلى من الحب ومثل هذه الأحاسيس لا تقال إلا إذا كانت صادقة ونابعة من أعماق الأعماق… لكن سوف نفترض مجازا أن هناك مشاعر يكنها هذا الشاب لإمرأة أكبر منه سنا وأعتذر منكم على هذا المصطلح الذي سأوظفه هنا وهو “ميمة” لأن هذه هي التسمية الشائعة في المجتمع..
بعض هذه العلاقات استطاعت الصمود والوصول إلى خط النهاية وكان الزواج تتويجا لصراع طويل مع الأهل والمجتمع الذي سطر مسبقا قوانين لا يمكن تجاوزها والتمرد عليها إلا في أحيان قليلة.. وبعض هذه العلاقات كان الاستغلال هو العنوان البارز لها وانتهت بعدما قضى الشاب من “الميمة” وطرا وتفرقا كل في طريقه لا شيء معها سوى خيبات ووعود بحجم السماء..
اختيار “الميمة” له أسبابه عند هؤلاء الشباب.. فعادة ما تكون امرأة ثلاثينية أو أربعينية جذابة لا تبدو عليها آثار التقدم في السن.. تتميز بالنضج ولن يواجه معها الكثير من المشاكل كما هو الشأن للعشرينيات اللاتي يكثرن الزن ويخنقن الشباب بالغيرة الزائدة والمكالمات اللامتناهية بزعمهم.. إضافة إلى الامتيازات المادية التي يمكن أن يستفيد منها.. أذكر في إحدى المرات قرأت في مجموعة فسبوكية مشكلة شاب يستنجد بمتابعي الصفحة من أجل أن يرشدوه إلى حل بعدما كان قد ربط علاقة مع إحدى النساء الراشدات وبعد أن استغلها ماديا ودرس بمالها الخاص ووفرت له وظيفة بعد تخرجه تعرف على شابة أصغر منه سنا ويريد حلا للتخلص من الميمة للزواج من الأخرى .. كثيرة هي المشاكل الناجمة عن مثل هذه العلاقات غير المتكافئة من ناحية السن على الأقل.. والمثال الذي سقته ماهو إلا نموذج بسيط؛ وقد تتطور الأمور إلى أسوأ من ذلك..
لكل منا قناعاته ولكل منا طريقته الخاصة التي اختارها ليعيش حياته.. لكن هناك بعض المبادئ التي لا يمكن أن يتجاوزها الإنسان فقط ليعيش متعة عابرة تحت شعار السن مجرد رقم..