صفاء أحمد آغا
. يعد مهرجان مراكش السينمائي الدولي للفيلم من أهم المهرجانات السينمائية على خارطة المهرجانات العالمية و أهم مهرجان في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، وذلك لجلبه وتكريمه لكبار السينمائيين العالميين الذين باتوا يحرصون على تأكيد حضورهم في هكذا تظاهرة ، و أيضا لإهتمامه الكبير بالسينما الأوروبية و الهندية و العربية والأمريكية ، ولحصوله على العديد من الجوائز العالمية التي قدمت له كأحسن مهرجان كجائزة فيليني و جائزة روبيرتو روسيليني .يضم المهرجان هذه الدورة 14فيلما من مختلف دول العالم التي تم إعتمادها لتتافس على النجمة الذهبية حيث يمثل فيلم ” البحر البعيد ” االسينما المغربية للدورة 21 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم .” البحر البعيد ” شارك في ورشات أطلس لمهرجان مراكش الدولي للفيلم عام 2022 و هو لمخرجه الفرانكو مغربي ” سعيد حميش ” و هو تاني أفلامه الذي قال عنه أنه عبارة عن لوحة جدارية لحكاية نسجت خيوطها في عقد من الزمن حيث بدأتسنه 1990 لتنتهي عشية الألفية الجديدة ، تروى تفاصيلها حول تجربة الهجرة ( السرية ) الغير نظامية التي يخوص تجربتها نور شاب ذو 27 سنة الذي قرر الهجرة إلى مارسيليا الفرنسية وكأنها الأرض الوحيدة التي تستقبلك وتمنحك الفرح و الإستقرار ، حيث يحاول هو وبعض أصدقائه الذين إلتقى بهم في هذه الرحلة من مختلف بلدان المغرب العربي تدبر أمورهم بقدر المستطاع رغم أنهم يعيشون حياة هامشية إلا أنهم يتمردون عليها لتكون عالأقل في نظرهم إحتفالية حيث حاول المخرج التطرق لها بطريقة حميمية وسياسية لمواجهة كل التمزق والكآبة المدمرة التي عاشها هؤلاء الشباب من خلال صداقتهم ومن خلال الحب .الفيلم هو ميلودراما عبر فيها المخرج عن فن الرأي بإعتباره مصدرا للإلهام تدور قصته حول حلم هجرة بعض شباب إلى الخارج بحثا عن تحقيق الذات والإنتصار ضد الفقر والحاجة والبطالة في بلدانهم حيث يلتقون في مارسيليا في ظروف متشابهة .حيث تدور مشاهد و أحداث ” البحر البعيد ” في عدة أمكان من مارسليا الفرنسية حيث تأخذ الخانات والملاهي الليلية الكثير من المساحة لرصد جانب من العلاقات الجنسية المثلية خاصة وأنها تدور في فضاء خاص لرجال يمارسون الشدود الجنسي، كما لا تخلو من اللقطات الحميمية التي تجمع نور بطل الفيلم ” أيوب گريطع ” مع الفتيات و لقطات أخرى لدور الشرطي في الفيلم مع أشخاص لديهم ميولات جنسية غير سوية ، كما حاول المخرج كما صرح رغم كل هذه الأحداث بتخصيص مساحة للحب والعلاقات الغرامية والتي سينتصر فيها الحب في نهاية الفيلم بزواج نور من زوجة الشرطي الشاد جنسيا كل هذه الأحداث التي مر بيها الفيلم حاول المخرج من خلال رؤيتها الفنية عكسها للمتلقي ليسلط الضوء على معاناة معظم هؤلاء الشباب في طريق الوصول إلى تحقيق حلم الإستقرار والبحث عن بر الأمان بزواج مختلط من أجل العيش في إطار قانوني . الفيلم لاقى ما لاقامه من النقاد والسينمائيين من حيث جرأة الطرح والأفكار التي تم إعتبارها تعمل على الترويج للافكار الشادة داخل المجتمع المغربي وتسويق المغرب خارجا بصورة غير مشرفة لا سيما و أن الإنتاج أجنبي و جل أبطاله يحملون الجنسية الأجنبية .حيث صرح المخرج سعيد حميش في خروجه الإعلامي مدافعا عن هذه الإنتقادات قائلا : أن العمل لا يتناول المثلية الجنسية بل فكرته الأساسية تتجلى في الهجرة الغير نظامية التي تجعل الشباب في منفى عن بلدانهم ، و أنه ينصح الجمهور بمتابعة الفيلم لأنه يحمل قصة مهمة قبل إصدار الحكم عليه .مضيفا : أنه يجب متابعة جميع أصناف الأفلام في السينما التي يتم الدخول لها بإختيار الجمهور , مبررا أنه فيلمه يندرج في إطار سينما المؤلف و ليس فيلما تجاريا أو سطحيا في التناول , وهو فيلم نخبوي وغير موجه للجمهور العريض ، وأن تألق الفيلم في تظاهرات فنية كبرى يعكس قدرته على إيصال أفكار الفيلم والمغزى منها برؤية إخراجية متمكنة .وسعيد حميش بن العربي خريج المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس “فيميس” ومن مؤسسة “لاكارير”. كاتب سيناريو ومخرج ومنتج فرنسي مغربي. عمل مع العديد من المخرجين مثل ليلى بوزيد، راشيل لانج، فيليب فوكون، نبيل عيوش، مريم بنمبارك، كليمون كوجيتور، فوزي بنسعيدي، كمال لزرق…في سنة 2018، أخرج فيلمه الأول العودة إلى بولين، الذي ترشح لنيل جائزة لوي-دولوك لأول عمل. في سنة 2021، تم اختيار فيلمه القصير الإقلاع في حوالي مائة مهرجان دولي منها مهرجانات نامور، روتردام، بالم سبرينغز، كَو شورت، كليفلاند، رود آيلاند، كليرمون فيران، غرونوبل، أوباني… ونال 27 جائزة، كما ترشح لنيل جائزة سيزار 2022.جدير بالذكر أن الفيلم قد عرض في العديد من مهرجات البلدان العالمية كمهرجان ” كان ” و ألمانيا و إسبانيا ويشارك الآن في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الشيء الذي يجعله يستحق فرصة المشاهدة حسب تصريحه مخرجه .